عُرف النبي ﷺ واشتهر بين قومه منذ صغره وشبابه وقبل بعثته بالأخلاق الفاضلة والشمائل الكريمة والصفات العذبة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلقًا، وأصدقهم حديثًا، وأعفهم نفسًا، وأوفاهم عهدًا، وأشهرهم أمانة.
وكان من خُلقه ﷺ الرحمة، قال تعالى:
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
وأكد الدكتور أسامة فخر، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد والقرآن الكريم، أن هذا الوصف القرآني أبرز أن النبي ﷺ إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه، فهو رحمة لا تقف عند حدود أمة، ولا تنحصر في جنس، ولا تحجبها لغة.
وبيّن الدكتور أحمد ربيع الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، أن من أخلاق الرحمة التي دلت عليها السيرة النبوية: رحمته ﷺ بالطير.
وقد ورد عنه ﷺ قوله:
«من قتل عصفورًا عج إلى الله يوم القيامة يقول: يا رب إن فلانًا قتلني عبثًا ولم يقتلني منفعة» [رواه ابن حبان].
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ:
«ما من إنسان يقتل عصفورًا فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها»، قيل: يا رسول الله وما حقها؟ قال: «يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها يرمي بها» [رواه النسائي].
كما روى عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، قال:
كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمَّرة معها فرخان فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرة فجعلت تفرش، فجاء النبي ﷺ فقال: «من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها». ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: «من حرق هذه؟» قلنا: نحن، قال: «إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار» [سنن أبي داود].
اترك تعليق