تعتبر صلاة الجمعة من أفضل الصلوات، ويوم الجمعة هو خير يوم طلعت فيه الشمس. وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين فضائل صلاة الجمعة، وفضل التبكير إليها، وأن للماشي إلى صلاة الجمعة بكل خطوة أجر صيام سنة وقيامها.
كما تعد صلاة الجماعة في المسجد فهي من أعظم القربات، فالمصلي في المسجد تستغفر له الملائكة في انتظاره للصلاة وبعد انتهائه منها، ويثاب على خطواته ذهابا إلى المسجد وإيابا منه، ويعظم ثواب صلاته لكثرة الجماعة، وشهد الله لعمار المساجد بالإيمان، وغير ذلك من الاجر والثواب. فما حكم من يترك صلاة الجمع والجماعات لكونه من أصحاب الأعذار؟ سؤال نشرته البوابة الرسمية لدار الإفتاء على الانترنت
وذكرت دار الإفتاء في اجابتها أن صلاة الجماعة مستحبة عند الجمهور، ويجوز للسائل تركها قولًا واحدًا على القول بوجوبها؛ لكونه من أصحاب الأعذار.
وأما صلاة الجمعة؛ فإنه من المقرر في الفقه أن كل ما أمكن تصوره في الجماعة من الأعذار المرخصة في تركها فإنه يرخِّص في ترك الجمعة، وقد نص النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم على سقوط صلاة الجمعة عن المريض، ويصليها ظهرًا؛ فأخرج أبو داود في "سننه" عن طارق بن شهاب، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ»، قال أبو داود: طارق بن شهاب قد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يسمع منه شيئًا.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى رضي الله عنه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين؛ فقد اتفقا جميعًا على الاحتجاج بهريم بن سفيان، ولم يخرجاه، ورواه ابن عيينة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر؛ ولم يذكر أبا موسى في إسناده، وطارق بن شهاب ممن يعد في الصحابة. قال الذهبي: [صحيح] اهـ.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن صاحب العذر لا تجب صلاة الجماعة في حقه، وكذلك صلاة الجمعة، ويصليها في بيته ظُهْرًا.
والله سبحانه وتعالى أعلم
اترك تعليق