هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

3 أهداف لتكوين الأسرة من منظور ديني حسب دليل التوعية الأسرية

يتضمن الجزء الأول من الدليل الديني للتوعية الاسرية الذى صدر بالشراكة بين كلا من المجلس القومى للسكان و الأزهر الشريف والكنيسة المصرية ، العديد من قضايا الأسرة والسكان من منظور دينى


ويعدد  الدليل الديني للتوعية الاسري أهداف تكوين الأسرة من منظور ديني وهى كالتالى:

أ. عبادة الله وحده:

تقوم الأسرة في أساسها على عبادة الله وحده، وهو مطلوب الله تعالى من الأفراد والجماعات، قال سبحانه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:.٢٥٦

ومن ثم قال العلماء: إن تكوين الأسرة أمر تعبدي؛ يتعبد المسلم ربه بإنشاء أسرة قائمة على كتاب الله وسنة نبيه ؛ فقد قال الله تعالى مادحًا أنبيائه ورسله

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً [الرعد: ٣٨]، وقال النبي ﷺ: النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي (١). وقد مدح الكتاب المقدس هذه العلاقة فقال: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى ؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ  الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ، بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لَا يُفَرِّقُهُ إِنْسَانُ» (مت ١٩ : ٦-٤).

ب - تهذيب الأخلاق:

يُعد من الأهداف السامية للأسرة تهذيب الغرائز، وتقويم أية ميول للنفس البشرية؛ فالأسرة هي تلك الصورة (المنظمة ) التي يتم بها التقاء الرجل بالمرأة تحت سقف واحد؛ ليتم من خلال هذا الالتقاء تحقيق احتياجات معينة؛ بيولوجية ونوعية ونفسية، واجتماعية، واقتصادية وحضارية ... لكل منهما منفردين، ولهما مجتمعين، وللمجتمع الذي يعيشان فيه، وللإنسانية ككل ، أو هو عقد يتفق بمقتضاه رجل وامرأة على أن يرتبطا معًا؛ من أجل المعيشة المشتركة، ومن أجل أن يتبادلا المودة والرحمة لخيرهما المشترك، والخير لأولادهما ، وذلك في حدود ما يقضي به الشرع والقانون.

ونظام الأسرة نظام فطري طبيعي، ومن ثم فليس بدعا أن تتبناه الشرائع السماوية؛ حفظا للأنساب وللحقوق المترتبة على الأنساب.

والأسرة لبنة من لبنات المجتمع التي وضعها الشرع حاجزا بين شهوات النفس والرذائل؛ فإن الله تعالى جرم الفاحشة وعاقب عليها، بل جعل العقوبة مستحقة لمن أحبها ولم يشارك في فعلها أو نشرها، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: ١٩].

وليس هذا في التشريع الإسلامي فقط، بل حث عليها الكتاب المقرس؛ فقد جاء فيه: «وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَع فَلَا يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسين» (أف ٥: ٣)، وفيه: التَّزَوجِ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّق» (۱) كو ۷ : (۹) ، وفيه: «وَلكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا، لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا» (۱) کو ۷ : ۲).

والزواج ما هو إلا ظاهرة من ظواهر التنظيم لفطرة أُودِعَتْ في الإنسان، كما أودعت في غيره من الحيوانات، ولولا الزواج لتساوى الإنسان مع الحيوان في إشباع هذه الفطرة عن طريق الفوضى والشيوع، ولنتج عن ذلك اختلاط النسل وفساد الأخلاق؛ ولذا فالزواج هو الحصن الحصين للأخلاق. والأسرة هي الحاضنة الاجتماعية التي يحقق فيها الإنسان غرائزه الطبيعية كالبقاء، على نحو يصون الأنفس، ويحفظ الأعراض، ويحقق الإحصان، ويحفظ النسل من الاختلاط ، ويصون المجتمع من التحلل والفساد.

ج - عمارة الأرض:

ومن الأهداف التي شرع الله من أجلها الزواج وتكوين الأسر؛ عمارة الأرض والحفاظ على مقدرات الأوطان، وما أودعه الله تعالى فيها من خيرات؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: ٦١]. فعمراتها ببقاء النوع الإنساني؛ من خلال تناسل مشروع عن طريق عقد الزواج.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق