هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الاغترار بالصالحات انحراف ناعم يحجب القَبول كيف تحرسة من الضياع

إنَّ العُجب والاغترارَ بالطاعةِ أحدُ مداخلِ الشيطانِ التي ينفذُ منها إلى الإنسان، ويظهرُ ذلك جليًّا بعد مواسم الطاعات، حين يتكلُ المرءُ على عمله، ويتباهى به، ويضعُ حسناتِه نصبَ عينيه.


وهذا ما عبَّر عنه أهلُ السلفِ بقولهم:

«قد يعمل العبدُ الذنبَ فيدخل به الجنة، ويعمل الطاعةَ فيدخل بها النار».
قالوا: وكيف ذلك؟
قال: «يعمل الذنب فلا يزال نصبَ عينيه، إن قام وإن قعد وإن مشى ذكر ذنبه، فيحدث له انكسارًا، وتوبةً، واستغفارًا، وندمًا، فيكون ذلك سببَ نجاته.
ويعمل الحسنةَ، فلا تزال نصبَ عينيه، إن قام وإن قعد وإن مشى، كلما ذكرها أورثته عجبًا وكبرًا ومنّةً، فتكون سببَ هلاكه».

وعلاجُ هذا الداء القلبي وفقاً للعلماء يكون بشكرِ الله على الطاعة، وبالاجتهادِ في العمل الصالح، مع دوامِ الخوفِ من عدمِ القَبول، والالتزامِ بالاستغفار حِراسةً لها، ورجاءَ الرفعةِ وجبرَ النقصِ فيها.

وقد قال ﷺ في تفسير قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ [المؤمنون: 60]
إنهم «الذين يصومون ويصلّون ويتصدّقون، وهم يخافون أن لا تُقبل منهم»،
ثم قال تعالى بعدها:
﴿أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾ [المؤمنون: 61].

اللَّهُمَّ أنظِمنا في سِلكِ حزبِكَ المُفلِحين، واجعلنا من عبادِكَ المُخلِصين، وآمِنَّا يومَ الفزعِ الأكبرِ يومَ الدِّين، واحشرنا مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياءِ منهم والأموات، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللَّهُمَّ أظلّنا تحت ظلِّ عرشك يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّك، ولا باقٍ إلا وجهُك، واسقِنا من حوضِ نبيِّك شربةً هنيئةً لا نظمأ بعدها أبدًا حتى ندخلَ الجنة.

اللَّهُمَّ ألهِمْنا ذِكرَك وشُكرَك، ووفِّقنا لما وفَّقتَ له الصالحين من خلقِك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتِك يا أرحم الراحمين.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق