هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بشريات.. ثمرات الأمانة في التجارة

الأمانة في البيع والتّجارة والصدق في المعاملات المالية بين النّاس. من الصفات الحميدة التي تجلبُ رضي الله - سبحانه وتعالي-. لأنّ التاجر الصادق استشعر أهمية طيبِ المكسب. لذا فهو يستحقّ دخول الجنّة عند لقاء الله تعالي. بل وفي أعلي درجاتها. يقول رسول الله - صلي الله عليه وسلم:" التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مع النَّبيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهداءِ".


والصدق والأمانة في التجارة صفتان علي كل مسلم أن يتحلي بهما في حياته وفي معاملاته. وللصدق والأمانة في التجارة ثمرات» منها أنها سبب للبركة في الأموال. فيبارك الله -تعالي- في أموال الصادق والأمين في تجارته. فقد ثبت عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: "البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا. فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما. وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما".. كما أنهما سبب من أسباب دخول الجنة مع النبيين والصديقين. وإنّ مخالفة هذه الصفات سبب من أسباب العقاب في الآخرة.. إلي جانب أن التحلي بصفات الصدق والأمانة تجعل التاجر يبتعد عن الكذب والخداع والغش والتدليس في تجارته مع الناس» فتطمئن قلوب الناس إليه» فيتعاملون معه ويضعون عنده أموالهم وبضائعهم.. وتجعل من التاجر سداً منيعاً لمواجهة فتنة المال. فالتاجر الصادق يتقي الله -تعالي- في تجارته وأمواله ويُخرج من أمواله لأداء عبادة الزكاة والتصدق أيضاً. ليبارك الله -تعالي- له في الحياة الدنيا وفي الآخرة.. بالإضافة إلي أن التحلي بالصدق والأمانة يجعل من التاجر إنساناً يتعامل في تجارته مع الله -تعالي-» فيقصد بتجارته منفعة المجتمع الذي يعيش فيه بنية صادقة لله -تعالي-. فالتاجر الصادق يقدم المصلحة العامة علي المصلحة الشخصية من أجل رضا الله -تعالي- والفوز بثوابه وجنته يوم القيامة.. مما ينعكس علي التاجر إيجاباً فينظر في تجارته أولاً إلي حكم شراء البضائع ثم إلي جودتها ومنفعتها للمجتمع من حوله. ثم إلي ثمنها وربحها. فإن صلحت من كل هذه الجوانب اشتراها. وإن لم تصلح تخلي عنها. دون الانسياق وراء الدعايات الكاذبة المضللة.

لاشك أن الصدق والأمانة» يبعثان في قلب المتحلي بهما تقوي الله -تعالي- وخشيته ومرضاته في أقواله وأفعاله وتعاملاته التجارية.. ويجعلان التاجر خاضعاً لله -تعالي- بالإخلاص والعبودية له وحده.. فهما طريق لدخول الجنة له ولأهله. فقد ثبت عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: "علَيْكُم بالصِّدْقِ. فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلي البِرِّ. وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلي الجَنَّةِ. وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّي الصِّدْقَ حتَّي يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا. وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ. فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلي الفُجُورِ. وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلي النَّارِ. وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّي الكَذِبَ حتَّي يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا".

والأمانة في التجارة تظهر عند التاجر بصور متعددة» مثل التحلي بالأخلاق الحسنة. والالتزام بالعهود والمواثيق التي تعاهد عليها مع الناس. وتظهر أيضاً من خلال حسن تعامله مع الناس فيكون بشوشاً وسهلاً. ومن صفات التاجر الصادق الأمين» المسارعة إلي سد الديون. وإرجاع الحقوق إلي أصحابها. والصبر علي المعسرين وإمهالهم وقتاً كافياً لتدبير أمورهم. ومن الصور المهمة التي تتحقق عندما يتحلي التاجر بالصدق والأمانة» الوفاء بالكيل والميزان.

والتجارة في الإسلام لها آداب كثيرة. منها الصدق والأمانة والبعد عن الغش والتدليس والتحلي بالسهولة والسماحة في البيع والشراء. فقد ثبت عن النبي -صلي الله عليه وسلم- أنه قال: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ. وإذا اشْتَرَي. وإذا اقْتَضَي". وترك المشاحنة والبغضاء والظلم والتعدي علي حقوق الآخرين. والتصدق من الأموال التي يجنيها التاجر للفقراء والمساكين لزيادة البركة والخير للتاجر في تجارته وحياته. والمتاجرة بالحلال وترك الشبهات التي يختلط فيها الحرام مع الحلال.
  





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق