هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الخُلق..ما وجه ثوابُ الله عليها إن كانت غريزة

لا شك لدى كلِّ عاقلٍ واعٍ أن كلَّ شيءٍ قدَّره الله تعالى كائنٌ بلا ريبٍ كما أراده سبحانه.


وقد فصَّل الله تعالى أربع قضايا جاءت بترتيبها في قول النبي ﷺ، في صحيح الجامع عن ابن مسعود رضي الله عنه:
"فُرِغَ إلى ابنِ آدمَ من أربعٍ: الخلْقِ، والخُلُقِ، والرِّزقِ، والأجَلِ."

وأشار العلماء إلى أن الله تعالى قد فرغ فيما قَدَّر لبني آدم من:

_ الخَلْقِ: أي قضى وقدَّر خَلْقَه وصورته من كاملٍ وناقصٍ، وحسنٍ وقبيحٍ.
_ الخُلُقِ: أي قدَّر أخلاقًا لعباده، يختلفون فيها كلٌّ على حسب ما قُدِّر له بما يليق به في الحكمة.
_ الرِّزقِ: أي ما قدَّره الله للعبد من الغنى والفقر.
_ الأَجَلِ: أي مدة البقاء في الدنيا والعمر.

وفي هذا السياق طُرح سؤال:
ما وجهُ ثوابِ اللهِ على حُسنِ الخُلُقِ إن كان غريزةً؟

فأجاب العلماء بأن الثواب والعقاب إنما يكونان على الطاعة والمعصية لا على ما خُلِق في العبد،
وقالوا: إن أخلاق العبد، حسنها وسيئها، من كسبه واختياره، فيُحمَد على الجميل منها، ويُثاب على ما كان طاعة، ويُعاقب على ما كان معصية،ولولا أن الأخلاق كسبٌ للعبد، لبطل الأمرُ بها والنهيُ عنها.

وخلاصة القول 
أن تقدير الأخلاق لا يعني أن الإنسان مجبر على خُلقه، بل أن الله علم ما سيكون عليه، وكتب ذلك في علمه السابق، ثم ترك له حرية الاختيار والكسب  والاصلاح ليُحاسَب على ما سعى إليه بجهده  قال تعالى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 9-10].





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق