أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسي اكتشاف كنوز مصر المهدرة منذ سنوات طويلة وعلي رأسها "الرمال السوداء" التي تزفر بها شواطئنا الساحلية.
وقد افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، الاربعاء، مصنعاً لاستخراج المعادن من الرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخوالذي يعد الأحدث من نوعه في العالم ويستخدم تكنولوجيا التعدين المتطورة بعد إضافة قوية لسلسلة المشروعات القومية التي تقوم بها الدولة.
ومن أهمية المشروع وعوائده على الاقتصاد والصناعة والتعدين في مصر يقول الدكتور باهي ياسين أستاذ الاقتصاد بجامعة بنها ان المشروع يحقق عائداً اقتصادياً مهماً لمصر على المدي البعيد لأن المواد المستخرجة من الرمال السوداء تمثل 70% من المواد المستخدمة في الصناعات التكنولوجية الحديثة وأيضاً تدخل في صناعة المواد المستخدمة في الصناعات النووية وكنا في الماضي نقوم بتصدير الرمال السوداء الي دول مثل الصين وتركيا لتعود إلينا بضاعة تامة الصنع والآن نستطيع ان تسخدم منتجات المصنع الجديد لتلبية احتياجتنا من المواد الخام وانشاء صناعات جديدة قائمة علي مستخرجات المصنع وتصديرها كمنتج تام الصنع مما سيحقق فائدة عظيمة للصناعة الوطنية والاقتصاد المصري.
يقول الدكتور عطية محمود أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة ان امتلاك مصر حوالي 5 مليارات طن من الرمال السوداء على ساحلي البحر الأحمر والأبيض يجعلنا نمتلك كنزاً اقتصادياً هائلاً لم يكن مستغلاً في الماضي بما تحتويه على مجموعة من المعادن النفيسة التي تدخل في العديد من الصناعات المتطورة.
وبعد التطورات الهائلة في الصناعات خاصة التكنولوجية ظهرت الحاجة الملحة لاستخراج هذه الكنوز واستخدامها.
فالرمال السوداء هي رواسب شاطئية ثقيلة تحتوي علي معادن كثيفة وتتركز عند مصبات الأنهار مختلطة بالرمال فتتحول ألوانها الي اللون الأسود الغامق وتتركز بها معادن ثقيلة يسهل فصلها ومصر بها 11 موقع على السواحل الشمالية من رشيد حتي العريش تتركز بها الرمال السوداء.
فأهم الصناعات التي تدخل فيها مستخلصات الرمال السوداء صناعة السراميك والعوازل والخزف والأسنان التعويضية وصناعة البويات والصناعات النووية وصناعة فلاتر المياه وصناعة الحديد والالكترونيات واليورانيوم الذي يستخدم كوقود نووي وأيضاً تحتوي على عناصر مشعة وهي من المواد النادرة جداً فالرمال السوداء ثروة قومية لابد من الاستفادة منها واستغلالها الاستغلال الأمثل.
أكد الدكتور محمد سعدالدين رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات علي أهمية مصانع استخلاص المعادن من الرمال السوداء حيث قال: إن المصانع قيمة مضافة للوطن وخير للاقتصاد والصناعة المحلية ونحن سعداء بهذا المشروع الذي يعد طفرة كبيرة تخدم الصناعة المحلية والاقتصاد الوطني ونتمني ان يحذو المستثمرين حذو الدولة في تقديم مشروعات تمثل قيمة مضافة للصناعة والاقتصاد.
فلقد كانت الرمال السوداء كنزاً مفتوحاً أمام الجميع ولا يستفاد منه الوطن وكنا نصدرها بسعر بخس أما الآن فكل معدن يستخرج منها له قيمته وسعره العالمي.
وبكل تأكيد ستكون هناك استفادة كبري للمصانع المحلية في مجالات السيراميك والبويات وأيضاً ستنشأ صناعات جديدة للاستفادة من المخرجات مثل صناعة الالكترونيات وكذلك سنستفاد من العناصر المشعة لانتاج الوقود المستخدم في المفاعلات النووية وتصبح مصر من مراكز تصنيع الوقود النووي.
ويضيف الدكتور كريم الأدهم الرئيس السابق للأمان النووي السابق: الرمال السوداء كنز كان مهدوراً لسنوات فبعد اكتشاف ما تحتويه من معادن ثمينة كنا نقوم بتصديره كمادة خام يستفيد منه الآخرون لما يحتويه علي أكثر من نوع من المواد والمعادن الهامة والثمينة والتي تستخدم في الصناعات النووية ويحتوي علي عناصر مثل الروتيد واللمانيت معدن الزركون والذي يستخدم في صناعة السيراميك والعوازل الكهربية والخزف والأسنان الصناعية ويستخرج منها عنصر الزركونيوم المستخدم في صناعة أغلفة الوقود النووي وتحتوي أيضاً علي عنصر الجرانيت المستخدم في صناعة فلاتر المياه وعنصر المجنيتايت ويستخدم في صناعة الحديد وتغليف أنابيب البترول وعنصر المونازيت وهو من العناصر الأرضية النادرة وسعره مرتفع جداً والذي يستخدم في الصناعات الإلكترونية وأيضاً اليورانيوم والثوريوم للاستخدامات النووية.
والمصنع سيقوم بعملية فصل للمعادن والتي تحتاج معرفة بنوعية المعادن وستحتاج الي تكنولوجيا عالية جداً تم توفيرها لاجراء هذه العمليات بنقاوة عالية جداً.
وبعد عملية الفصل يتم دراسة نوعية المصانع التي يمكن ان تنشأ باعتماد علي هذه المعادن أو تصديرها كمواد خام مرتفعة الثمن فكل المستخرجات من المصنع سيكون لها فوائد عظيمة لكل الصناعات القديمة والناشئة.
وعن سبب عدم الاستفادة بالرمال السوداء علي الرغم من وجودها على شواطئنا من سنوات يقول الدكتور كريم ان لم تكون أي لفت انتباه لفوائدها وكان الأمر قاصراً على تصديرها وأيضاً احتياج عملية الفصل لتكنولوجيا متقدمة لم تكن متوفرة في الماضي كل هذا من الأسباب التي عطلت الاستفادة منها ولكن توافر التكنولوجيا وازدياد الطلب واهتمام العالم نبه الدولة الي أهمية الرمال السوداء وحتمية الاستفادة منها والاستثمار فيها.
لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي
لرجال الأعمال تفتح آفاق الاستثمار بصناعة التعدين
كتب ـ علاء الطويل:
رحب خبراء التعدين والاقتصاد بالدعوة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى للقطاع الخاص من اجل الاستثمار في مجال الرمال السوداء. مشيرين إلي ان هذه الدعوة تفتح افاق الاستثمار في مجال صناعة التعدين.
قال عمرو يوسف خبير الصناعات التعدينية ان مصر تذخر عبر شواطئها برواسب معدنية داكنة عبر أكثر من عشرة مواقع بتركيزات مختلفة، بداية من رشيد وصولا إلي العريش، بساحل يتجاوز 400 كيلومتر موزعة على أربعة مواقع "رشيد وبلطيم ودمياط وشمال سيناء" بواقع يتجاوز مليار متر مكعب.. حيث تختلف نسب تواجدها من منطقة لأخري وفقا لانخفاض أو ارتفاع المنطقة المعنية، إضافة إلي تأثير بعض العوامل المناخية الأخري.
أضاف أن هذا الحلم حقق لمصر ملايين الأموال المهدرة سابقا، كما أن المشروع له بعد بيئي في غاية الأهمية.. حيث يحقق تقليل تعرض الساحل للمعادن الاشعاعية، وكما يقلل الانبعاثات، مما يضع المشروع في مصاف المشروعات القومية الكبري في الاقتصاد الأخضر، كما يمثل المشروع بعدا اجتماعيا كبيرا في المنطقة التي اقيم بها المشروع.
أوضح يوسف أن تنفيذ مشروع الرمال السوداء قائم علي ثلاث مراحل.. حيث تتمثل المرحلة الأولي في استخلاص المعادن الثقيلة من الرمال السوداء، ثم تأتي مرحلة أخري وهي مرحلة الفصل كل على حدة عن طريق عمليات صناعية طبيعية، لتأتي مرحلة القيمة المضافة التي تؤدي إلي تعظيم القيمة المضافة للمعادن المنتجة، بحيث لا يتم إعادة البيع للمنتج الخام علي صورته الأولية، بل في صورة أكثر افادة وانتاجا.
ونوه إلي أن مصر تبدأ بذلك خطة قومية نحو فصل معادن اقتصادية هامة تدخل في العديد من المنتجات الصناعية مثل معدن الروتيل والألمنيت المستخدم في صناعة الدهانات. ومعدن الزركون المستخدم في صناعة السيراميك والأسنان التعويضية وصناعة أغلفة الوقود النووي وفي العديد من الصناعات الاستراتيجية الأخري، وعنصر الماجنتيت الذي يستخدم في صناعة الحديد الإسفنجي وتغليف أنابيب البترول، بالإضافة إلي معدن المونازيت المشع، وهو مصدر إنتاج العناصر المستخدمة في الصناعات التي تعتمد علي الإلكترونيات.
وأكد الخبير المصري أنه بنجاح هذا المشروع سوف يؤكد الاقتصاد المصري على تنوعه واختلاف مصادره لتتخذ مصر مكانا بين كبريات الدول الصناعية ما يعمل على تحريك دفة الاقتصاد المصري للأمام.
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية، أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للقاء وفد من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين من مختلف قطاعات الصناعة، يمثل رسالة طمأنة للمستثمرين بالداخل والخارج وأكبر دعم لهم لتشجيعهم علي النهوض بالصناعة المصرية التي تمثل قاطرة التنمية جنبا إلي جنب مع الدولة.. مشيرا إلي أن اللقاء معهم تم تحت شعار "تذليل عقبات الاستثمار" .
أوضح غراب، أن الاجتماع مع رجال الأعمال سبقه اجتماع مع رئيس الوزراء ووزير التجارة والصناعة بشأن زيادة الاستثمارات الصناعية وتعزيز إنتاج المجمعات الصناعية التي بلغ عددها 16 مجمعا صناعيا بإجمالي 4808 وحدة صناعية بجميع المحافظات. مشيرا إلي أن الرئيس يسعي لدعم الاستثمار والقطاع الخاص بكافة الطرق وتذليل العقبات أمامهم لمواجهة التحديات والنهوض بالاقتصاد القومي، إضافة إلي توجيهه الحكومة بالتواصل المستمر مع مجتمع الأعمال وشباب المستثمرين لتذليل أي عقبات وتحديات تقابلهم وسرعة توفير الحلول لهم خاصة في مجالات الصناعات الصغيرة والمتوسطة لرفع قدرتها الإنتاجية والمساهمة في تحفيز الصناعة وزيادة الإنتاج المحلي.
وأشار غراب. إلي أن دعم الدولة للمشروعات والاستثمارات الصناعية والتيسير في إصدار التراخيص وكافة الإجراءات يعمل علي تعظيم الصناعة الوطنية ويساهم في زيادة المكون المحلي في الصناعة المصرية وتوفير مستلزمات الإنتاج محليا وإحلال المنتج المحلي محل الواردات والاتجاه نحو الصادرات بما ينعكس بالايجاب علي قيمة العملة المحلية. إضافة لتوفير مئات الآلاف من فرص العمل والقضاء علي البطالة. موضحا أن توجيهات الرئيس بتبسيط الإجراءات الاستثمارية الصناعية والتواصل المستمر مع المستثمرين لحل مشكلاتهم وتوسيع نشاط المجمعات الصناعية يمثل الحل الأمثل لحل مشاكل الاستثمار .
تابع غراب. أن الاهتمام الدائم والدوري من الرئيس السيسي بمتابعة أحوال الصناعة وأوضاع الاستثمارات المحلية والأجنبية. يذلل كافة العقبات والعوائق أمامها ويساعد في زيادة جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية خاصة بعد أن أصبحت البنية التحتية في مصر مهيأة بالكامل وجاذبة للاستثمار. موضحا أن اجتماع الرئيس مع مجتمع الأعمال ورغبته المستمرة في التواصل معهم يمثل اهتمامه الكبير بالقطاع الصناعي وتعظيم الصناعة الوطنية. مؤكدا أن هذا الملف علي رأس أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسي .
يقول اللواء مجدي الطويل. رئيس الشركة المصرية للرمال السوداء. أن صناعة الرمال السوداء تعتبر صناعة جديدة في السوق المصري. وكانت حلم علي مدار عقود. حتي تم توفير التكنولوجيا للقيام بتلك الصناعة. وبدأ الاعتماد علي تلك الرمال السوداء تترسب عند مصبات الانهار وحيث تتكون مع الوقت معادن رملية وصخرية علي الشواطئ.
وأضاف الطويل في تصريحات صحفية اليوم أن المشروع اعتمد علي التعاون مع شركة استرالية كبيرة في المجال وهي شركة ميترال ميتولجي. وحيث اثبتت الدراسات الاقتصادية أن المشروع ذات عائد مالي جاذب للاستثمار. وقامت الشركة علي استخلاص الرمال السوداء من سطح الأرض ومن المياه وحيث يتم تعظيم القيمة المضافة بدلا من تصدير الخام. وحيث يتم استخراج 6 معادن رئيسية من الرمال.
وعن تنفيذ المصنع. يذكر الطويل. أنه تم تنفيذ المصنع بطريقة فريدة في مصر. حيث يستلزم تنفيذ المشروع في البحيرة المائية بأبعاد خاصة. وكان هناك مأزق في تنفيذ ذلك نظرا لعوامل الامان وغيرها. فكان التفكير في تجميع المصنع في حوض جاف. أي حوض بدون مياه. وفي نفس الوقت تم ملئ البحيرة. وحينما تم الانتهاء من إنشاء المصنع. تم فتح الحاجز بين البحيرة والحوض الجاف. وتم تعويم المصنع. وهو الأمر الذي اشادت به الشركة الأسترالية. وأوصت بتنفيذه في مشاريعها المستقبلية. مشيرا إلي أن نجاح عملية التكويد عالميا. ساعدت في جذب أسواق عالمية لمتابعة المشروع.
ويكشف رئيس الشركة المصرية للرمال السوداء، أن المصنع احتاج لكراكة بمواصفات خاصة، فتم التوجيه بشراء الكراكة تحيا مصر التى تم تصنيعها فى هولندا، وهى أول كراكة فى العالم صديقة للبئية تعمل بالكهرباء بدلا من الذيزل بطاقة إنتاجية 2500م في الساعة.
أهالي كفر الشيخ: الرئيس أعطانا الأمل في مستقبل جديد
الخبراء: "الرمال السوداء" ثروة اقتصادية هائلة
النواب: الرئيس يواصل مسيرة التنمية.. بإرادة سياسية واعية
الإرادة السياسية الواعية.. أعادت اكتشاف المشروع
رئيس هيئة المواد النووية: لولا رؤية الرئيس.. لم يخرج الإنجاز للنور
مسئول الإنشاءات: المشروع الأول من نوعه بالشرق الأوسط
رئيس الشركة المصرية للرمال السوداء: الجدوي الاقتصادية عالية
الرئيس تفقد مصانع الرمال السوداء.. واستمع لشرح عن عمليات الإنتاج
السيسي.. يبني قواعد المجد في "الجمهورية الجديدة"
"السوداء".. ثروة طبيعية تتجلي بالكثبان الرملية
اترك تعليق