أوضح الدكتور علي جمعة_المفتي السابق_أن الاجتباء فيه نوعٌ من الاصطفاء، والاختيار، والقربى، وبهذا قسَّم العلماء الإنسان إلى مريدٍ ومراد؛ فالمريد يسعى لأن يكون مقربًا عند الله وهو على خير، والمراد يريده الله سبحانه وتعالى مقربًا، قال سيدنا رسول الله عليه السلام : « عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِى السَّلاَسِلِ ».
أشار فضيلته إلى أن هناك ناس ظاهرها أنها ليست ملتزمة ،ولا دخل لك به ، لأنه قد يكون من أهل الجنة بما وقر في قلبه من الإيمان، ومن حب الله ورسوله والمؤمنين ، قلبه ملئ حب، ولذلك يكون مرادًا لله هو يرشده دائمًا ويمنعه دائمًا؛ يرشده إلى الخير، ويمنعه من الشر يأتي ليعمل الشر لا يوفَّق لفعل الشر.
وفي بعض الأحيان نجد بعض أهل القرآن تصرفاتهم ليست على القدر المسئول ، وهذا لأننا نريد كل أهل القرآن أن يكونوا نسخة قرآنية تمشي على الأرض، لكن غلبته نفسه سبحان الله وهذا مشاهد، فإذا تتبعت حاله تجد أنه يُختم له بخير ما دام من أهل القرآن، ولكن لو أراد الله ألا يكون من أهل القرآن ما استودعه كتابه وتجده ينسى، ويراجع ويحفظ ولكن ينسى يعني خرج من الدائرة.
وتابع:فالتصرفات المرضية وضحها لنا رب البرية، والتصرفات الردية نهى عنها رب البرية؛ فالمقياس في الرضا والتردي إنما هو من عند الله سبحانه وتعالى، فهذا رجل من أهل القرآن، ولكن سلوكياته ليست مرضية، انظر فإن بقي على أنه من أهل القرآن فهو من أهل الاجتباء الذين يُنقذهم الله سبحانه وتعالى في آخر لحظة كرامةً للقرآن.
اترك تعليق