قال بعض السلف: "إذا أردت أن تؤاخي رجلًا فأغضبه ثم دس عليه من يسأله عنك، فإن قال خيرًا وكتم سرًّا فاصحبه"
وبيّن الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف أن من حقوق الصديق في اللسان أن يكف المرء عن إفشاء أسراره، حتى عن أقرب أصدقائه، ولو بعد القطيعة أو الوحشة، فإن ذلك من لؤم الطبع وخبث النفس. وسُئل بعض الأدباء: كيف حفظك للسر؟ فقال: أنا قبره.
كما بين أن من حقوق الأخوة في اللسان أيضًا: ترك المماراة والجدال، فالمؤمن مأمور بكف لسانه في العموم. ولذا عُدّت النميمة من الكبائر، ومن أسباب عذاب القبر ودخول النار.
قال الله تعالى:
{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم: 10-11].
ومر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» [متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ» [متفق عليه]، والقتات هو النمام.
اترك تعليق