هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نظرة

انظر حولك واصنع نفسك

 

لم تعد شهادة الكلية أو الجامعة وحدها جواز المرور إلى سوق العمل كما كان في السابق، فقد تغيّرت المعادلة تماماً. اليوم، الفرص تتاح بقدر ما يمتلك الفرد من مهارات عملية وتدريب فعلي أكثر مما تتاح بما تحمله الشهادات الورقية.

 

الأمر لم يعد مقتصراً على التعليم العالي وحده، فالمهارات أصبحت ضرورة في مختلف مراحل التعليم، بل وفي جميع المجالات. فمن يمتلك مهارات الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والبرمجة وتحليل البيانات أصبح أقرب إلى المنافسة والنجاح من مجرد حامل شهادة جامعية بلا خبرة أو إتقان.

 

ولا تقتصر المهارات المطلوبة على التكنولوجيا فقط، بل تمتد أيضاً إلى المهارات اللغوية  إتقان اللغة الإنجليزية بات أمراً أساسياً، بينما أصبح تعلم لغة ثانية أو ثالثة بوابة للتفوق والتميز.

 

حتى في الحرف والمهن اليدوية، لم يعد المطلوب مجرد إتقان الأساسيات، بل القدرة على حل المشكلات  العارضة والتعامل مع التحديات   و تطبيق كل ما هو جديد إلى جانب متابعة أحدث التطورات والتقنيات المرتبطة بالمجال. فإجادة الحرفة مع إتقان لغة أجنبية مثلاً، قد تفتح آفاقاً واسعة وفرصاً غير متاحة حتى لحاملي المؤهلات العليا.

 

العالم يتغير بسرعة مذهلة، وما كان مطلوباً بالأمس قد لا يكون له مكان اليوم. لذلك فإن على الشباب أن ينظروا بوعي نحو المستقبل، وأن يبدأوا من أنفسهم عبر تنمية القدرات وتعزيز المهارات.

فالوقت الذي يُهدر في المقاهي، أو يُستنزف في متاهات الألعاب الإلكترونية، لن يصنع مستقبلاً مشرقًا. إنما المواجهة الشجاعة مع الذات، والتخلي عن العادات السلبية، هي أولى خطوات الطريق إلى النجاح... اجلس مع نفسك فكر و ابداء  حاول مرة ومائة مرة لن تخسر شىء فى كل مرة سوف  تستفيد الإخفاق ليس شيء من العار أوالعيب  المحاولة شرف و التوفيق من عدمه  أمر بيد المولى عزل وجل  قد  يستغرق الأمر  شهر او  سنة  او سنوات  هكذا كانت بداية كل من  صنعوا المليارات

 

مؤسسات المجتمع المدني لها دور كبير في هذا الأمر، فبدلاً من الانشغال بقضايا بعيدة عن أولويات المجتمع أو الاكتفاء بإقامة الحفلات ونشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنها أن تساهم بفاعلية أكبر عبر تنظيم برامج تدريب وتأهيل للشباب، وإقامة ورش عمل مرتبطة مباشرة باحتياجات سوق العمل. أما الحكومة، فهي مطالَبة بتطوير أنظمة التعليم وربطها بالمتطلبات الحديثة، وفتح مراكز متخصصة في التدريب على التكنولوجيا والمهارات المستقبلية. وعلى الجانب الآخر، تظل الأسرة هي الأساس في غرس قيمة العمل الجاد وتنمية القدرات منذ الصغر، مع توفير الدعم النفسي والعملي للأبناء. إن تضافر هذه الأدوار جميعاً هو السبيل لبناء جيل قادر على مواجهة التحديات.