فى جود المرء وكرمه دليل على سلامة قلبه ويقظة عقله ونقاء روحه،فهو دائما ينظر إلى ماملكه الله إياه أنه ملك للواهب تفضل عليه به وجعله سببا لإغداقه وإنفاقه ،قال الزبيدى :"الجواد هو الذى يعطى بلا مسألة صيانة للآخذ من ذل السؤال"وكفى بالجود حمدا أن اسمه مطلقا لا يقع إلا فى حمد وكفى بالبخل ذما أن اسمه مطلقا لا يقع إلا فى ذم ،ومن علامات شرفه وعظيم فضله أن الله قرن ذكره بالإيمان ووصف اهله بالفلاح ،فقال تعالى :"الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون "إلى قوله تعالى "واولائك هم المفلحون "وقال تعالى :"ومن يوق شح نفسه فأولائك هم المفلحون "وإذا كان الجود محبذا على العموم فإن الداعى إليه فى رمضان أعظم ، وسببه أجل وأقوم فكم من بطون ضامرة تتلهف للقمة تقومها ،وكم من عراة يلتمسون ثيابا رثة فلا يجدون ،وكم من متشردين يجوبون الفيافى والقفار باحثين عن مأوى وسكن ، فها هو شهر الفضل يمد ذراعيه للمالكين ينبههم لفضل الكرم ،ويعرفهم حقيقة ما ملكوا ولمن ملكه فى الحقيقة أصلا ، عن ابن عباس_ رضى الله عنهما _قال :"كان رسول الله صل الله عليه وسلم أجود الناس ،وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ،فلرسول الله صل الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " فدعوة مكللة بالمحبة لتحقيق مبدأ إسلامى أصيل ونبيل يرطب القلوب ويسكن الأرواح ويبعث فى النفوس الأمل فرمضان شهر الجود والكرم
اترك تعليق