اصطفى الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء وميزهم على العالمين بجزيل عطائه وعظيم فضله حتى يبلغوا رسالته وجعلهم قدوة للبشرية يسيرون على هديهم ويقتدون بمنهجهم القويم.
ومن هدي الأنبياء:في تربية الأبناء أن النبي عليه الصلاة والسلام كان المربي والأب الأكمل، وكان يعطي كل ذي حق حقه..وقد بيَّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ضرورة مداعبة الأبناء والترويح عنهم، والصبر على مزاحهم، حيث كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يعلوان ظهر النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو في الصلاة، وقد دخل أحدهما المسجد وهو على المنبر، فنزل عن المنبر وحمله.. هذا في جانب.
وبيّن النبي عليه الصلاة والسلام أن من الرحمة تقبيل الأطفال، وبيّن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهمية نصيحة الطفل، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، حتى وهو في سن مبكرة.. ومن ذلك هديه ونصيحته المشهورة لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وتعليمه التوحيد: “يا غلام احفظ الله يحفظك …”. ومن ذلك هدي النبي عليه الصلاة والسلام في تعليم الطفل آداب الطعام: “سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك…” ومن ذلك أيضا هديه وأمره عليه الصلاة والسلام: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها (ضرب تأديب وتربية، لا ضرب عقاب) وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع" إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يتعاهد فيها الصغار كما يتعاهد الكبار من أصحابه رضي الله عنهم.
وَمِنْ أَسَالِيبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تَرْبِيَةِ الْأَطْفَالِ: تَحَيُّنُ الْوَقْتِ الْمُنَاسِبِ لِلتَّوْجِيهِ وَالتَّعْلِيمِ، وَتَلْقِينِ الْأَفْكَارِ، وَتَصْحِيحِ السُّلُوكِ الْخَاطِئِ، وَبِنَاءِ سُلُوكٍ صَحِيحٍ. وَمِنَ الْأَوْقَاتِ الْمُنَاسِبَةِ لِذَلِكَ: وَقْتُ الْخُرُوجِ لِلنُّزْهَةِ، وَالسَّيْرِ فِي الطَّرِيقِ، وَرُكُوبِ السِّيَّارَةِ، وَمِنْ أَسَالِيبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تَرْبِيَةِ الْأَطْفَالِ كَذَلِكَ: الْعَدْلُ بَيْنَ الْأَطْفَالِ، وَهُوَ أُسْلُوبٌ مُهِمٌّ جِدًّا فِي تَقْوِيمِ الْأَطْفَالِ، وَغَرْسِ الْمَحَبَّةِ بَيْنَهُمْ، وَإِبْعَادِهِمْ عَنِ الْحِقْدِ وَالْحَسَدِ، وَكَرَاهِيَةِ الْوَالِدَيْنِ؛ لِأَنَّهُمْ إِنْ رَأَوْا مِنْ آبَائِهِمْ أَوْ أُمَّهَاتِهِمْ مَيْلاً لِبَعْضِهِمْ دُونَ بَعْضٍ فِي الْعَطَايَا، وَإِظْهَارِ الْمَحَبَّةِ وَالْإِكْرَامِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ سَيُؤَدِّي إِلَى نَتَائِجَ غَيْرِ مَحْمُودَةٍ.
مِنْ أَسَالِيبِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تَرْبِيَةِ الْأَطْفَالِ: الِاسْتِجَابَةُ لِحُقُوقِ الْأَطْفَالِ الْمَشْرُوعَةِ؛ كَحَقِّ التَّقْدِيرِ وَالتَّقَدُّمِ؛ والدُّعَاءُ لَهُمْ، وشِرَاءُ اللِّعَبِ وَالْهَدَايَا، والِابْتِعَادُ عَنْ كَثْرَةِ اللَّوْمِ وَالْعِتَابِ، وتشجيعهم على طلب العلم، وإفساح المجال أمامهم لمخالطة من يكبرونهم سنّاً في مجالس العلم وتهيئتهم لما ينبغي أن يكونوا عليه، أو يصيروا عليه في كبرهم كالقيادة والريادة والإمامة.
اترك تعليق