السياحة التعليمية تعنى ببساطة كيف نستغل الطفرة الكبيرة فى التعليم الجامعى والتوسع فى انشاء الجامعات الأهلية والخاصة والتى يلتحق بها آلاف الوافدين سنوياً في دعم الحركة السياحية وتحويل هؤلاء الوافدين الي سفراء لبلادنا ومزاراتنا السياحية وهو مايأتي بمردود ايجابي كبير في المستقبل القريب.
أكد خبراء السياحة والتعليم العالي وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ أن اطلاق استراتيجية السياحة التعليمية بمثابة تفكير خارج الصندوق وتحويل الطلاب الوافدين الي سفراء لأم الدنيا فكرة عبقرية ستأتي بمردود كبير.. طالبوا بضرورة تنظيم جولات للمتاحف والمعارض الفنية والمواقع التاريخية مؤكدين أن تعريف الطلاب غير المصريين بثقافتنا وآثارنا ومزارتنا السياحية المتنوعة مهم للغاية ويدعم تلك المبادرة الفريدة.
وجاء قرار وزارة السياحة بتقديم تخفيض للطلاب الوافدين 50% في رسوم زيارة الأماكن الأثرية كخطوة مهمة لتحقيق تلك الغاية.. وأكدت غادة شلبي نائب وزير السياحة دعم الوزارة ووزير السياحة والآثار أحمد عيسي للمبادرة باعتبار أن الوزارة تدعم جميع الأفكار غير التقليدية وتركز علي عدد من الأنماط السياحية التي أثبتت نجاحها في جذب شرائح كبيرة من السائحين مثل السياحة الثقافية والترفيهية وغيرها، وأن هذا "التعريف بمنظومة السياحة التعليمية" جاء دعماً لنمط جديد وهو السياحة التعليمية.
أشاد عدد من قيادات وخبراء السياحة بقرار د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي بشأن إطلاق استراتيجية السياحة التعليمية لأول مرة في مصر تحت رعاية الرئيس السيسى الذي يضع السياحة المصرية فى مقدمة الأولويات باعتبارها مصدرا رئيسيا متجددا لتوفير العملة الصعبة التي تعود بالنفع على مصر والمصريين، بجانب كونها صناعة كثيفة العمالة في كافة الأنشطة السياحية والفندقية والترفيهية.
قالت غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة إن استحداث نمط سياحي جديد متمثلا في السياحة التعليمية إلي باقي الأنماط السياحية التي تتمتع بها مصر مثل السياحة الترفيهية والشاطئية والثقافية وسياحة السفاري والمغامرات والمؤتمرات والمعارض والمهرجانات والتسوق يمثل إضافة قوية للسياحة المصرية ويخدم الاستراتيجية الوطنية للسياحة للوصول بأعداد السائحين إلي 30 مليون سائح وارتفاع إيرادات السياحة إلي 30 مليار دولار سنويا بعد 5 سنوات من الآن أي خلال عام 2028.
أوضحت نائب الوزير أن القطاع السياحي بجناحيه الرسمي والخاص يقدم كافة التسهيلات ويدعم الأفكار المبتكرة التي من شأنها النهوض بصناعة السياحة المصرية.. مشيرة إلي وجود بروتوكولات تعاون بين وزارة السياحة والآثار وكل من وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم، ويتم مراجعة هذه البروتوكولات بصفة دورية للتأكد من فاعليتها وتحقيق أهدافها.. وبطبيعة الحال فإن استراتيجية السياحة التعليمية سوف تمثل عنصرا اساسيا ضمن هذه البروتوكولات، وسوف تكون هناك اجتماعات بين المسئولين والخبراء في قطاعي التعليم والسياحة خلال الفترة المقبلة لتحقيق أقصي استفادة من هذا النمط السياحي الجديد.
كانت غادة شلبي قد شاركت في مؤتمر "التعريف بمنظومة السياحة التعليمية".. وأكدت خلال كلمتها تمنيات أحمد عيسي وزير السياحة والآثار بنجاح المبادرة التي تركز علي ايفاد عدد كبير من الطلبة من كافة دول العالم للدراسة وتلقي العلم في الجامعات المصرية، وأشارت إلي أن وزارة السياحة والآثار تركز على عدد من الأنماط السياحية التي أثبتت نجاحها في جذب شرائح كبيرة من السائحين مثل السياحة الثقافية والترفيهية وغيرها، وأن هذا المؤتمر يشهد انطلاق لنمط جديد وهو السياحة التعليمية.
أوضحت نائب وزير السياحة والآثار أن السياحة التعليمية تعد من الأنماط السياحية الواعدة، وأنه من خلال السياحة التعليمية تبرز صورة مصر الحديثة المتقدمة التى تنتهج العلم الحديث والتكنولوجيا المتطورة فى تعليم أبنائها جنباً إلي جنب مع الطلاب الوافدين الذين سيكونون خير سفراء للسياحة المصرية فى بلادهم عند نقل تجاربهم الواقعية الإيجابية لذويهم وأصدقائهم ومعارفهم من خلال معايشتهم للمجتمع المصرى والتعرف على ثقافاته وحضارته بحيث يكونوا سفراء للترويج للسياحة المصرية فى بلادهم.
كما أعلنت أنه من منطلق الإيمان بأهمية هذه المبادرة فقد وافق وزير السياحة والآثار على دعم المبادرة بتقديم 50% تخفيض فى رسوم زيارة المواقع الأثرية للطلاب الوافدين الملحقين فى مبادرة السياحة التعليمية، مؤكدة أن الوزارة لن تألو جهداً فى العمل على الترويج للسياحة التعليمية فى مصر من خلال التنسيق مع كافة الجهات المعنية بما يحقق الترويج لهذا النمط حتى يتسنى الاستفادة منه.
تطرقت نائب وزير السياحة والآثار للحديث عن استراتيجية الوزارة التى تهدف إلي زيادة الحركة السياحية الوافدة لمصر لتحقيق 30 مليون سائح بحلول عام 2028 ترتكز على ثلاث محاور هي تحسين مناخ الاستثمار السياحي بمصر وزيادة أعداد الغرف الفندقية الموجودة بها خلال الفترة القادمة، وإتاحة الوصول إلي المقصد السياحي المصري بصورة أكبر ومضاعفة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، هذا بالإضافة إلي العمل علي تحسين تجربة السائحين من خلال العمل علي تطوير جودة الخدمات المقدمة إليهم بالمقاصد السياحة المختلفة.
أكد د.عاطف عبداللطيف عضو جمعيتي مستثمري جنوب سيناء ومرسي علم أن القطاع السياحي الخاص يرحب بهذه المبادرة إلي دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى باعتبارها شريانا جديدا لزيادة التدفقات السياحية إلي مصر، بجانب الأهداف الأخري لهذه المبادرة التي تسعي لأن يصبح هؤلاء الدارسين في الجامعات والمعاهد المصرية سفراء لبلادهم في مصر طوال سنوات الدراسة التي قد تمتد من 4 إلي 7سنوات.. خاصة لطلاب القطاعات الطبيية والهندسية والتكنولوجية.. ثم يصبحون سفراء لمصر بعد عودتهم إلي بلادهم.. مشيرا إلي أن هذه الأهداف جيدة وتعمل علي توطيد وتقوية ودعم علاقات مصر بجميع الدول التي ينتمي إليها هؤلاء الدارسون.. ولكن هذا لا يمنع من إضافة أهداف اقتصادية لهذه المبادرة تضمن لها الاستمرار وتطوير آلياتها.. وهذا يتطلب ضرورة التنسيق المستمر مع القطاع السياحي.. لأن هؤلاء الدارسين يمثلون قاعدة كبري لبناء صرح سياحي عظيم.. فمثلا لو أن لدينا حاليا نصف مليون دارس يمكن من خلال الحوافز والتيسيرات التي تقدمها الدولة والجامعات الوصول بهذا العدد إلي مليون دارس على المدى القصير والمتوسط.. ولو أن كل دارس من هؤلاء تفاعل مع عشرة أشخاص فقط من أصدقائه وأقاربه، فهذا يعني اتساع قاعدة هذا النمط السياحى الجديد إلى عشرة ملايين سائح محتمل، يمكن تحريكهم لزيارة مقاصد مصر السياحية المختلفة.. وهذايتطلب التنسيق الدائم مع القطاع السياحى وإعداد برامج سياحية متنوعة لجذب أكبر أكبر عدد من السائحين المحتملين.
قال د.عادل المصري رئيس غرفة المطاعم والمنشآت السياحية أن المطاعم السياحية المصرية تشتهر بتنوع وجودة المأكولات بمايتناسب مع أذواق ومطالب السائحين من خالف الجنسيات، فلدينا مطاعم تقدم مأكولات المطبخ الصيني والتركي والإيطالي والسوري والسودان وغيرها.. مشيرا إلي أهمية التنسيق مع القطاع السياحي الخاص ليكون على دراية كاملة بأعداد الدارسين من مختلف الجنسيات وأماكن تواجدهم لإقامة مطاعم تتناسب مع الجنسيات الأكثر عددا من الدارسين والعمل على توفير كافة متطلباتهم من الخدمات.
أما د.ريم فوزي نائب رئيس لجنة الطيران والنقل السياحي بغرفة شركات السياحة سابقا فتري ضرورة العمل بأسلوب علمي ومهني لإنجاح هذه المبادرة التي تمثل فاتحة خير علي السياحة المصرية، وذلك من خلال التعرف علي نوعية التعليم الأكثر إقبالا من الوافدين إلي مصر لأن هذا في حد ذاته يكون بداية لانطلاقة علمية مدروسة بكل عناية من كافة أطراف المنظومة التعليمية والسياحية بمافيها النقل والطيران.. مؤكدة أن هذه الدراسة ستكون مؤشرا لما يتم اتخاذه من قرارات أهمها ضرورة التوسع في هذا النوع من التعليم الذي يزيد الاقبال عليه وهذا يتطلب زيادة في عدد ونوعية الأبنية التعليمية لاستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد الدارسين. مع مراجعة رحلات الطيران وكافة وسائل النقل البحري والبري بين مصر والدول الأكثر إقبالا علي التعليم المصري بهدف دعم وزيادة هذه الخطوط في الاتجاهين وتيسير رحلات السفر للدارسين.. مشيرة إلي أن هذه الاستراتيجية يجب ألا تقتصر علي قطاع التعليم فقط لأنها في حاجة إلي منظومة متكاملة من الخدمات للوصول بها إلي الأهداف المرجوة.
كان د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قد أطلق يوم الاثنين الماضي استراتيجية السياحة التعليمية في مصر، ومبادرة المنح الدولية المصرية، وتطوير منظومة الطلاب الوافدين الدارسين بالجامعات بحضور كل من: الفريق محمد عباس حلمي، وزير الطيران، والفريق كامل الوزير، وزير النقل، وعمرو عزت سلامة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية.
وشارك في إطلاق الاستراتيجية لفيف من السفراء والمستشارين الثقافيين بالدول العربية والإفريقية والآسيوية وقيادات التعليم العالي والجامعات المصرية.
أوضح وزير التعليم العالي أن الهدف من السياحة التعليمية هو تجربة الحياة المصرية والثقافة وليست التعليم فقط.. مشيرا إلي المرجعية الدولية أحد أهم أهداف تلك الاستراتيجية.
ولفت وزير التعليم العالي إلي أن الذين تعلموا في مصر تمكنوا من نقل الثقافة والحضارة المصرية إلي بقية دول العالم، منوها بأن هذا أحد أهداف السياحة التعليمية.
أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تقديم خصم 50 في المائة على الأنشطة الثقافية والفنية للطلاب الوافدين فى مصر.. مشيرا إلى إتاحة خصم 25 في المائة على تذاكر الطيران للوافدين الدارسين في مصر وأسرهم.
وأكد عاشور أن مصر تقدم الرعاية الصحية للطلاب الوافدين الدارسين فى مصر، على أن يأخذ كارنيه علاج فى جميع المستشفيات الجامعية، بالإضافة إلي الرعاية الاجتماعية والثقافية.
وأكد وزير التعليم العالي تقديم خدمات متميزة للطلاب الوافدين الدارسين في الجامعات المصرية في إطار مبادرة السياحة التعليمية.
أوضح وزير التعليم العالي أن مبادئ استراتيجية السياحة التعليمية: أنت سفير، وأنت مبتكر، وأنت متكامل، وأنت في بلدك الثاني، والعالم لدينا، ونحن نرعاك، والكل يتعلم سويًا.
وأكد وزير التعليم العالي أن الطالب الوافد سيكون سفير لبلده هنا وسفير لمصر في بلده، وأنه سيبتكر في بلده الثاني، وسيشاهد التكامل خلال الدراسة.
قال د.شريف صالح، رئيس الإدارة المركزية للوافدين بوزارة التعليم العالي إن مبادرة السياحة التعليمية تأتي تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأن الهدف الرئيسي من السياحة التعليمية هو التحصيل العلمى واكتساب المعارف الضرورية وينتج عن ذلك القيام ببعض الأنشطة التعليمية.
وأضاف صالح أن السياحة التعليمية تظهر بشكل واضح عند طلب الطلاب السفر إلى دول أخرى لتحصيل العلم ودراسة تخصصات لأنفسهم..مشيرا إلي أن أهمية السياحة التعليمية للبلد المستضيف والمضيف.
واستطرد، أن مسألة السياحة التعليمية ليست أعداد من الطلاب الأجانب يدرسون فى بلادنا وإنما أداة تواصل بين مصر وبلاد الأشقاء والعمل على هؤلاء الطلاب من خلال جواني مختلف ويوجد جوانب مختلفة تعمل عليها الجامعات المصرية حتي يكون هؤلاء الطلاب سفراء لمصر في بلادهم عند العودة.
اترك تعليق