دائما ما نقول النية مَحَلُّها القلب، فهي عمل من أعمال القلب،حيث أشار الدكتور علي جمعة_المفتي الأسبق-إلى أن النية لابد فيها من المقصود الحَسَن،لافتاً إلى أنه تكون النية بقصدٍ حسن عندما تكون موجَّهة لله رب العالمين.
أشار فضيلته إلى أن الإخلاص هو سر الأعمال، والأعمال التي تتم من غير إخلاص أعمال عليها علامة استفهام، وفي الغالب الأعم لا تُقبل عند الله سبحانه وتعالى، أما الأعمال التي تتمُّ وفيها إخلاص فإن عليها كثير من الثواب، يقول الإمام الفُضَيل بن عِيَاض -رحمه الله تعالى-: لا يَقبل الله العمل إلَّا بالإخلاص والصواب.
عبر صفحته الرسمية بموثع فيسبوك،ذكر د.جمعة تكلَّم العلماء على هذين الركنين: الإخلاص والصواب، متى يكون الأمر فيه إخلاص؟ عندما يكون لله وحده، وتكلَّموا عن أن الإخلاص على ثلاثة أنواع أو مراتب ، ولكن هناك عموم الناس إخلاصه أن يكون العمل خاليًا من الرياء.
وهناك إخلاص آخر، وهو إخلاص المحبين، وفيه الإنسان يعمل العمل إجلالًا لله،أى كأنه سوف يفعل هذا حتى لو لم يأمر به الله.
هناك نوع آخر من الإخلاص، وهو إخلاص المُقَرَّبين، وإخلاص المقربين يأتي مِن مَا يُسمونه بالشهود، المقربون يحدث لهم حالة كأنهم ينفصلون عن الكون، ويشاهدوا ما الذي يحدث في الكون، فيروا فِعل الله سبحانه وتعالى أنه أعطى هذا، وأغنى هذا، ومَنَع هذا، وأفقر هذا، أَمْر الله في الكون يراه، هذه المشاهدة للكون وكأنه ينظر لشيء ويشاهده تجعله دائمًا يرى فعل الله في الناس، وتجعله دائمًا يُسلم لأمر الله فيهم، ويقول دائمًا: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، آمنَّا بالله، ويجعل نفسه هو أحد الأفراد، ولذلك فهو لا يطلب ولا يرفض، هذا حال المقربين.
تابع د.جمعة؛حال المقربين إخلاصهم مبني على الشهود، فيمكن أن نقول: إن حال الإخلاص عند عموم الناس هو الخلو من الرياء، وعند المحبين هو إجلال الله وتعظيمه وحبه، وعند المقربين هو الشهود، الشهود هذا هو غاية المراد، لأنها تصل بالإنسان إلى الرضى بقدره وبقضائه وبحكمه ، فلا يستطيع الغضب ولا الاعتراض، ولا التَّبَرُّم ، تسليم مطلق لقضاء الله .
اترك تعليق