الاستغفار .. أحد العبادات العظيمة التي حث عليها الدين الإسلامي، حيث يجسد حالة من الخضوع والاعتراف بالذنب أمام الله تعالى. فهو طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، والتوبة عن الذنوب والمعاصي، والندم على ما فات، والرغبة في التصحيح والعودة إلى الطريق المستقيم.
والاستغفار .. ليس مجرد كلمات تقال، بل يجب ان تكون من القلب، وان تعكس صدق النية ورغبة الإنسان في تقربه من الله سبحانه وتعالى، ليجسد بذلك حالة من الخضوع والاعتراف بالذنب أمام الله تعالى ليصبح الاستغفار وسيلة لتحقيق الرحمة والمغفرة من المولى عز وجل، فضلاً عن التمتع بالفرج من الهموم والضيق والرزق الحسن ليفوز العبد بخيري الدنيا والاخرة.
وقد كثر ذكر الاستغفار في القرآن الكريم؛ فقال رب العزة عز وجل في كتابه الكريم على لسان نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ 10 و11 و12 سورة نوح
كما ورد كثيراً في السنة النبوية المطهرة قال ﷺ: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» [البخاري]. وأخبرنا النبي ﷺ أن ملازمة الاستغفار تفرج الهم وتوسع الرزق. قال ﷺ «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» [أبو داود].
يكون الاستغفار صحيحًا وفعّالًا، إذا توافرت شروط هي:
النية الصادقة:
يجب أن يكون الاستغفار نابعًا من قلب صادق، يرغب في التوبة عن الذنوب.
الندم على الذنب:
الإحساس بالندم على ما ارتكبه الإنسان من أخطاء يعد شرطًا أساسيًا.
العزم على عدم العودة:
يجب أن يكون هناك عزم قوي على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.
الإكثار من الاستغفار:
يُفضل تكرار الاستغفار بشكل مستمر. لما جاء في الأحاديث من حث على ذلك.
وللاستغفار فضائل عظيمة في القرآن الكريم والسنة النبوية، منها:
في القرآن الكريم:
المغفرة والرحمة
زيادة الرزق والبركة.
الوقاية من العذاب
في السنة النبوية:
محبة الله للمستغفرين
النجاة من الضيق فيزيل الهم والحزن
الفرج وتسهيل الأمور
الرزق من مصادر غير متوقعة
محو الذنوب حتى وإن كانت كبيرة.
جلب السعادة والسكينة ويجعل القلب مطمئنًا.
والله سبحانه وتعالى أعلم
اترك تعليق