هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

كيف نفهم الجهر بالسوء في ضوء القرآن والسنة

أوضح الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف أن هناك مفهوماً خاطئاً يتعلق بأذهان البعض حول قوله تعالى:
﴿لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾.


وأشار إلى أن بعض الناس إذا تعرضوا لظلم أو ضرر من غيرهم، يطلقون ألسنتهم بالسب والشتم والقذف، وإذا نُصحوا احتجوا بهذه الآية الكريمة، فصاروا يستحلون الوقوع في الأعراض بحجة أنهم مظلومون.

وأوضح أن الحقيقة أن معنى الآية غير هذا؛ لأن الله سبحانه لم يقل: "إلا من ظلم" مطلقاً، وإنما قيَّده بقوله: ﴿مِنَ الْقَوْلِ﴾، والقول في لغة العرب وُضع للحكاية فقط، أي أن تحكي ما وقع عليك دون زيادة.

وأضاف بناء على ذلك، يجوز للمظلوم أن يجهر بالسوء على من ظلمه بالدعاء عليه أو بذكر مظلمته، لكن لا يحل له أن يزيد على ذلك بالافتراء أو الوقوع في عرضه بالسباب والشتائم والكذب.

وأكد أن حدود الجهر تكون بمقدار دفع الظلم، وإن أمكن دفعه بغير الجهر فهو أولى وأفضل، لقوله تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾.

أما من تجاوز وظلم خصمه بالسب أو الكذب أو القذف، فقد استحق عقاب الله، حتى ولو كان في الأصل مظلوماً، لأن عدم محبة الله للجهر بالسوء كناية عن غضبه على فاعله وعدم رضاه عنه.

وبيَّن أن "مِنْ" في الآية بيانية، أي أن السوء المذكور من نوع القول، فيشمل القذف والسباب وسائر فواحش اللسان، وهذا مما لا يحبه الله لعباده.

واستشهد بقول النبي ﷺ:
«إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ، اسْتِطَالَةَ الْمَرْءِ فِي عِرْضِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَمِنَ الْكَبَائِرِ ‌السَّبَّتَانِ ‌بِالسَّبَّةِ» (رواه أبو داود).

وختم قائلاً: بهذا الفهم لكتاب الله وسنة رسوله الكريم يستقيم الإنسان وتستقيم المجتمعات.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق