من مظاهر الرحمة يوم القيامة حيث يكتب الله بالشفاعة لمن يشاء النجاة من النار، ويرفع بها المتقين المؤمنين إلى أعلى الدرجات، ومن هذه الشفاعات شفاعة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- للناس بتعجيل الحساب يوم القيامة وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله مائة رحمة ، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام ، فبها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ، وبها تعطف الوحش على ولدها ، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة ، يرحم بها عباده يوم القيامة ) .
كان الإمام "النووي" يُلقي درساً على تلاميذه ووصل عند قول الله تعالى : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}
فهاج بالبكاء ، فقال له التلاميذ : وما يُبكيك يا إمام ؟!
قال : ألم تنظروا إلى رحمة الله حيث نسب الرحمة والمغفرة لنفسه ، فقال : {أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيم} ، و لم ينسب العذاب لنفسه ، إنما جعله مملوكًا له ، فقال : {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} .. ولم يقل أنّي أنا المُعذِّب.
فتذكرت قول "ابن عباس" حينما قال : إن الله ينزل رحمات يوم القيامة حتى يظنّ إبليس أن الله سيغفر له !!
فاللهم إنَّا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمنا رحمةً من عندك تُغنينا بها عن رحمة مَن سواك.
اترك تعليق