الفرد هو نواة الأسرة التي يُبنى بها المجتمع، فإذا تبنّى أنماط تفكير تعزز الإصلاح كان من الطبيعي أن يسير المجتمع على طريق النهضة، وهذا ما يميز الأمم التي ينهض أبناؤها بالفكر البنّاء.
وقد دعا القرآن الكريم إلى إعمال العقل ونبذ التقليد الأعمى، قال تعالى:
﴿أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 170].
ويرى العلماء أن النمط الفكري الإصلاحي يبدأ بمبادرة شخصية يتبناها الفرد، ثم يشاركها مع آخرين، حتى تتحول إلى عمل جماعي مستدام، يحقق عمارة الأرض بما هو نافع، تطبيقًا لقوله تعالى:
﴿هُوَ أَنْشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: 61].
والاقتداء بالأنبياء يوضح أن الإصلاح يبدأ من مبادرة فردية صادقة؛ فنوح عليه السلام بنى السفينة متحديًا سخرية قومه، وإبراهيم عليه السلام حطم الأصنام مواجهًا مجتمعه، ورسول الله ﷺ غيّر وجه التاريخ برسالة الحق.
فلنبدأ بأنفسنا ولندعُ الله مخلصين:
اللهم ارزقنا الإصلاح في النفس والأهل والأمة، واجعل أعمالنا طيبة ورزقنا واسعًا، اللهم اجعل لنا من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا.
اترك تعليق