هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صحابيات.. أميمة بنت خلف.. قهرت العذاب بالتضحية

أميمة بنت خلف بن أسعد الخزاعية . هي صحابية جليلة من المهاجرين . ومؤمنة . صابرة . وزوجة شهيد . ومن السابقين الأولين . فأنه بمجرد أن بدأت نسمات الإسلام تسري في مكة بأن محمدا يدعو إلي خيري الدنيا والآخرة. كانت أميمة بنت خلف ممن لمست همسات الإيمان قلبها الذي كان خاليا نقيا فتمكنت منه . بعد أن حدثها زوجها خالد بن سعيد بن العاص عن إيمانه واتباعه لرسول الله صلي الله عليه وسلم فأسلمت وصدقت.


ولإسلام أميمة وزوجها قصة رائعة . حيث رأي خالد بن سعيد في النوم " أنه وقف علي شفير نار عظيمة . وكأن أباه من خلفه يدفعه يريد أن يرميه فيها . فإذا بخالد يري رسول الله "صلي الله عليه وسلم" يمسكه من ثوبه ويجذبه بعيدا عن النار ".. ففزع من نومه. فقال : أحلف بالله إنها لرؤيا حق . فلقي أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ وقص عليه رؤياه فقال له أبو بكر : أريد بك خير . هذا رسول الله فاتبعه . وأنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقع في النار . وأبوك واقع فيها : فذهب خالد لرسول الله صلي الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه . ثم زف نبأ إسلامه لزوجته أميمة فسارعت هي الأ خري لتفوز بالسبق الي الساحة الإيمانية المباركة .

 ومنذ أن أسلم هذان الزوجان بدأت المحن تنصب عليهما . فقد سبق خالد إخوته إلي الإسلام . مما أثار غضب والده سعيد بن العاص . وعاقب ابنه خالد عقابا أليما . فأنبه وشتمه وضربه بمقرعة في يده حتي كسرها علي رأسه . وحذر إخوته أن يكلموه . ولم يكتف بهذا . بل طرده وحرمه الطعام هو وزوجته أميمة . وقال له : اذهب يا لكع حيث شئت . فوالله لأمنعنك القوت . فقال خالد : إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به . ولأن الله غالب علي أمره . فلم تمض فترة وجيزة حتي آمن إخوة خالد " أبان وعمرو وحكم" وأعلنوا إسلامهم وشاركوا في نصرة دين الله عز وجل.
* شاركت أميمة زوجها بن سعيد رضي الله عنهما في تحمل الشدائد من الجانبين . من قريش ومن حماها - والد زوجها - وراحت تقهر العذاب بالتضحية. وتتفوق علي الحرمان بزاد الإيمان الذي لا ينفد . وكانت هي وزوجها خالد قد عاشوا بعيدا عن أبيه في نواحي مكة . وحين أمر رسول صلي الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلي أرض الحبشة. كان خالد وزوجته أميمة أول من هاجر إليها . وهناك أنجبت له سعيد بن خالد . وابنته أمة بنت خالد التي اشتهرت بكنيتها بأم خالد بنت خالد .. وكان لهذين المولودين شأن في تاريخ عصر النبوة .
لبثت أميمة في أرض الحبشة مع زوجها وولديهما بضعة عشرة سنة . حتي بعث الرسول عليه الصلاة والسلام إلي النجاشي عمرو بن أمية الضمري . فحملهم في سفينتين . فقدم بهم عليه . ووجدوا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد فرغ من فتح خيبر . وكان اللقاء سعيدا بين النبي الكريم عليه الص لاة والسلام وبين المؤمنين الذين طالت غيبتهم وغربتهم . وطال اشتياقهم لرؤية نبيهم عليه افضل الصلاة والسلام .
* وأقامت أميمة بنت خلف رضي الله عنها في المدينة المنورة تتابع الأحداث الإسلامية . ونالت شرف رؤية الرسول صلي الله عليه وسلم والإستماع إليه. الي أن توفي رسول الله "صلي الله عليه وسلم" وهو راض عنها وعن زوجها الذي كان قد ولاه علي اليمن .
* وفي خلافة سيدنا أبو بكر الصديق عندما انطلق المسلمون لقتال الروم في الشام . ودع خالد زوجته أميمة وانخرط في صفوفهم . وكان له موقف ينم علي عظمه نفسه وعلي تقواه . وذلك عندما سأله سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه : مع من من القادة يحب أن يكون مع عمرو بن العاص ـ ابن عمه ـ أم مع شرحبيل بن حسنه ؟ فقال خالد : ابن عمي أحب إلي في قرابته . وهذا أحب إلي في ديني واستحب أن يكون مع شرحبيل بن حسنه رضي الله عنه.
* وفي موقعة مرج الصفر التي وقعت في عام 13 هجرية بالشام والتي كانت بين الروم بقيادة ماهان . والمسلمين بقيادة خالد بن سعيد بن العاص. وأنهزم جيش المسلمين . واستشهد خالد
ووصل خبر استشهاده إلي زوجته المؤمنة الصابرة أميمة . فاحتسبته عند الله . وخصوصا لما سمعت عن كرامته عقب استشهاده. وذلك عندما قال : قاتل زوجها - بعد أن أسلم : من هذا الرجل؟ فإنني رأيت نورا ساطعا إلي السماء عند موته.
* وأقامت أميمة بنت خلف رضي الله عنها بقية عمرها في المدينة حتي وفاتها رضي الله عنها
وأرضاها.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق