بعض الناس حينما ييئس مثلًا من شفائه من مرض ما، ويكون إلى الموت أقرب، فقد يتبرع بشيء من أعضائه، كالعينين مثلًا، أو ربما يبيعها بيعًا، فما الحكم في هذا؟
يوضح لنا فضيلة الشيخ عبد الحميد السيد الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني هذة الإشكالية فقد اتفق العلماء على حُرمة بيع أعضاء المسلم والاتجار بها؛ لأنّه ليس مالكًا لها، ومن شروط صحة البيع تملّك البائع للمبيع، وقد نهى النبي ﷺ عن بيع الإنسان ما لا يملكه، حيث ورد فيما رواه أحمد أن النبي ﷺ قال لحكيم بن حزام: «لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ»، أي: لا تبع ما لا تملكه.
وروي: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الدَّمِ، وَثَمَنِ الكَلْبِ، وَكَسْبِ الأَمَةِ، وَلَعَنَ الوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ، وَآكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَلَعَنَ المُصَوِّرَ»
* أخرجه البخاري.
• وبَيْعُ الإنسانِ لأعضائه فيه امتهانٌ له ومنافاة للتكريم الذي كرّمه الله لبني آدم، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم:
" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"
(الإسراء- 70)
• أما مسألة التبرع بالأعضاء فقد اختلف العلماء فيها، فمنهم من أفتى بمنعها؛ لأن الجسد ملك لله وليس ملكًا للإنسان، فليس للإنسان إلا أن ينتفع بها فقط، ولكنه لا يملك بيعها أو التبرع بها لغيره في حياته أو بعد مماته.
• وذهب بعض العلماء إلى أن التبرع بالأعضاء أمرٌ جائز شرعًا شريطة ألا يقبض المتبرع مقابلًا ماليًا عن هذا العضو أو أن يَلْحقَ بالمتبرع ضررٌ أو أن يتسبب التبرع بأحد الأعضاء في وفاته، كأن يتبرع بكلتا عينيه أو يتبرع بقلبه إن كان ذلك في حياته.
• أما بعد الوفاة فالتبرع جائز إذا سمح المتوفى بذلك قبل وفاته، كما يشترط الاحتياج الشديد للمريض الذي سينتفع بهذا العضو.
اترك تعليق