وأشارت إلى أنه إذا أراد قائلها تنحية الدين عن الحياة وحصره في علاقة المرء بربه، فهذا معنًى يرفضه الإسلام ويعارضه، وإن أراد قائلها أن اختلاف المواطنين في الدين لا يجوز أن يكون سببًا في الفرقة والتشرذم، فهذا معنًى محمودٌ يُقِرُّه الإسلام ويدعو إليه، وينبغي حمل كلام المسلمين على المعاني الحسنة؛ إعمالًا لحسن الظن بهم، فالأصل في المسلم السلامة.
قال ابن إسحاق: وكتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابًا بين المهاجرين والأنصار، وَادَعَ فيه يهود وعاهدهم، وأقرهم على دينهم وأموالهم، وشرط لهم، واشترط عليهم؛ كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 501، ط. مصطفى الحلبي)، كما أن اتحاد أهل الوطن الواحد واجتماعهم على مصلحة وطنهم أمر غاية في الأهمية يدعو إليه الإسلام، وحب الوطن والخوف على مصالحه من الإيمان.
اترك تعليق