تواصل وزارة الأوقاف عبر خطبة الجمعة الأسبوعية رسائلها التي تستهدف تثبيت القيم والمبادئ في مواجهة موجات التطبيع مع المحرمات والسلوكيات السلبية، حيث تؤكد خطبة الجمعة ليوم غدٍ الجمعة 3 أكتوبر 2025م، الموافق 11 ربيع الأول 1447هـ، أن كل مواطن جندي في موقعه، مهما اختلف دينه أو لونه أو فكره، يجب أن يكون مصدر قوة وعزة لوطنه من خلال إخلاصه في عمله
واستشهدت الوزارة بقوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" [الأنفال: 60].
وبيّنت أن تنكير لفظ "قوة" في الآية يدل على الشمول، فهي قوة عسكرية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وأخلاقية، فشرف الجندية لا يقتصر على حمل السلاح فقط، بل يشمل التاجر والصانع والفلاح والطبيب، كلٌ يبني وطنه بأمانته وجودة عمله وروح انتمائه
وأكدت الخطبة أن الدفاع عن الأوطان من صميم الأديان، وأن حماية المقدرات والذود عن العرض والشرف قد تعلو في الأجر على كثير من العبادات، فما جدوى الصلاة والزكاة والحج إذا قصر الإنسان في نصرة وطنه والدفاع عن أرضه؟
كما استشهدت بقوله تعالى: "لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله" [الحشر: 13]، موضحة أن هذا المعنى لا يتحقق إلا بالدفاع عن الحوزة وحماية البيضة، وحفظ الأمة من عدوان عدوها عليها، وقد جسد النبي ﷺ ذلك عملياً حتى استقرت دولته وأمن بلاده
وأضافت الخطبة نقلاً عن الإمام أبي يوسف القاضي رحمه الله، صاحب الإمام أبي حنيفة: "إذا احتاج المسلمون إلى حرس، فالحرس أفضل من الصلاة (قيام الليل)، فإذا وُجد من يكفي، كانت الصلاة أفضل، لأنه قد يحرس وهو في الصلاة فيجمع أجرهما جميعاً" [الرد على سير الأوزاعي]
اترك تعليق