هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"كلمة وطن"

 حفنة أكاذيب 

لم تكن لتمر الهجمة على العلاقات المصرية- السعودية في قنوات الجماعة الإرهابية دون وقفة لتفكيك المضمون التآمرى، والتفسير السياسي المُتأخون للعلاقات الدولية. 

التبرير للدولة المصرية في إدارة علاقاتها الدولية والإقليمية والسياسية ليست قدرًا محتومًا لكتاب أعمدة الرأى والمقالات والتقارير.. بمعنى أن الغامض من المواقف يفسره فقط أصحابه وينبغي عدم قراءته أو تفسيره في غيب المعلومات الدقيقة والصادقة.. وأى اجتهادات تبقي قاصرة في غياب الحقائق.. أصول تحليل العلاقات الدولية تعلمناها على أيدي اسطوات النظام الإقليمي العربي ـ ان جاز التعبير ـ وهم جميل مطر ود.على الدين هلال ود.أحمد يوسف.. ودون دراسة اجتهادات هولاء العمالقة، فإن ما دونهم يبقي رقصًا خليعًا من عينة معتز مطر ورفاقه. 

اذًا، بعيدًا عن التبرير علينا أن نشرع في التحليل من منظور الكم والكيف.. كم بيان إدانة وتأييد صدر عن الدولة المصرية لمؤازرة ومساندة المملكة العربية السعودية في مواجهتها مع الحوثيين، ثم في ملف استهداف ولى عهد المملكة بحفنة أكاذيب يعلمها الجميع. 

أما عن الكيف فهى تقاس بدرجات الإدانة والاستنكار انتهاء بتطابق وجهات النظر والرؤى تجاه القضية المثارة. 

ودون حصر للكم، وهو كبير، أو فرز للكيف وهو إيجابي، فإن المشهد العام ينبئنا بتقارب هادئ متزن يوصف بالثبات والاستمرارية. 

إذًا، السؤال التالى يكون عن المتغير في نمط العلاقات مؤخرًا، وهل يشكل تهديدًا ما لمستقبل التقارب بين القاهرة والرياض؟.. هنا علينا أن نتوقف بالفعل لمراجعة دقيقة بعيدًا عن التهييج والإثارة. 

إذ أن مصر لم تمنع حرفًا أو تكسر قلمًا لكاتب أو تلاحق أمنيًا أو فكريًا أو إعلاميًا أحدًا اقترب من هذا الملف تأييدًاا ومساندة لولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان، وهذا إن لم يكن موقفًا رسميًا مباشرًا، فهو ضمنًا موقف رسمى صريح. 

ربما تكون العلاقات تمر بأزمة، ربما أيضا هناك عتاب لغموض ما في الموقف الرسمى المصري.. لكننا تربينا على خصوصية العلاقات المصرية – السعودية، وأن ما يدور من اتفاق في الكواليس يتجاوز بأضعاف مضاعفة ما نشاهده من تباعد في العلن.. وفي تصوري أن حسابات السياسية في وسط دولى وإقليمي مضطرب شديد السلبية.. يستلزم أيضًا معالجات شديدة الدقة. 

"مدرسة فرق تسد .. الأمريكية" تحاول بشتى الطرق والأساليب، عزل المملكة ومصر كلٍ بمفرده، حتى تمارس لعبة الابتزاز لكل الأطراف على حدة، وتمرر لإيران وتركيا مشروعهما لاستكمال الهيمنة على كافة شعوب المنطقة. 

ويقينا فإن ما تمارسه واشنطن في ملف خاشقجي من خلط للأوراق وتلاعب بالحقائق، سيكون له انعكاسات سلبية على الولايات المتحدة نفسها، إذا ما فتحت الملفات وتطايرت الصحف.. الرياض قادرة في تصوري على إدارة اللعبة والامساك بكل الخيوط دون حاجة لبيان تأييد من هنا أو هناك.. ومصر لن تنسى وقفة الرياض في وجه قوى الشر الدولية من أجل ثورة الشعب المصري في 30 يونيو.