يمكن للمسرح المصري بما أن الميزانيات في كل جهات الانتاج تم تقليصها. أن ينتج عشرات المسرحيات بتكاليف بسيطة. لاتتجاوز ميزانية العرض الواحد أكثر من خمسين ألف جنيه. خليها مئة ألف. يعني المليون جنيه يعملوا عشرة عروض مسرحية معتبرة.
المسألة لا تحتاج إلا لبعض الحماس والسعي إلي كسر الروتين. وإبداء مرونة أكبر من قبل المسئولين عن الماليات في هذه الجهة أو تلك.
لدينا عشرات الفرق الشبابية المستقلة وفرق الجامعات وفرق نوادي المسرح بقصور الثقافة التي يمكنها العمل بميزانيات بسيطة. وتقديم عروض مسرحية فائقة الجودة لو اتيحت لها الفرصة في البيت الفني للمسرح أو غيره من جهات الانتاج الرسمية.
هذه الفرق يعمل أغلب أعضائها بروح الهواية ولديه استعداد للعمل بأجر بسيط أو حتي بدون أجر لو طلب منه ذلك. فالوقوف علي خشبة مسرح الدولة بما يتيحه من فرص لأي فنان شاب هو حلم لكل الممثلين الهواة فلماذا لاتنشط جهات الإنتاج الرسمية في مثل هذا الأمر الذي سيحقق العديد من الأهداف المهمة.
لو فعلوها ستكون كل مسارح الدولة "عرض مستمر" وسيحظي الممثلون الشباب بفرص الحضور الجماهيري ومشاهدة عروضهم بشكل جيد وكذلك التقييم النقدي والاهتمام الإعلامي وربما التقطهم هذا المخرج أو ذاك في أعمال تليفزيونية وسينمائية. وستكون هناك فرصة لاكتشاف كتاب ومخرجين جدد يضيفون إلي المسرح المصري. حتي لا نقول إنه عقم عن إنجاب مبدعين جدد.
من المهم أن يبادر كل مسئولي المسارح في مصر إلي اللعب خارج الصندوق كما يقولون وبدلا من أن ينتج البيت الفني للمسرح مثلا عشرة عروض تتكلف خمسة ملايين جنيه علي الأقل يمكنه أن يكتفي بعرض أو اثنين كبيرين. ويخصص باقي الميزانية لإنتاج مالا يقل عن خمسين أو حتي أربعين عرضا.
الفكرة بسيطة وتنفيذها أبسط. لكن المهم أن تتوافر النية والرغبة ولا أريد أن أكون متشائما وأقول إنها غير متوافرة خلينا نتفاءل يمكن حاجة تحصل ويخيبوا ظننا!