هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مقعد بين شاشتين

حكاية الكتاب الأخضر في مهرجان القاهرة السينمائي

أن يتولي نجوم الفن تقديم مهرجانات السينما أيضا بدلا من نجوم التقديم فهذا ما فعله مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في حفل افتتاحه مساء أمس الاول بالقاعة الكبري بدار الاوبرا المصرية. وكأنه ــ أي المهرجان ــ يقول لنا الفنانون هم الأساس في مسألة صناعة الفن. من الألف للياء. وأنهم الأكثر جدارة بتقديم أنفسهم وتكريم كبارهم علي المسرح في البداية. وقبل أن يبدأ الناس رؤية الافلام التي تأتي من كل مكان في العالم. وبناء علي هذا جاء الافتتاح مختلفا. بداية من ظهور سمير صبري ليذكرنا بأنه رجل الاربعين عاما. أي عمر المهرجان منذ بدأ وحتي عامنا هذا وليوجه التحية لمؤسس المهرجان الاول الكاتب والصحفي كمال الملاخ. لمسة وفاء مهمة في العيد الاربعين للمهرجان أعقبها تتابع لنجوم اخرين بداية من ماجد كدواني الذي قدم شريف منير ليعزف علي الجيتار الإلكتروني ببراعة. ثم تتسلم شيرين رضا راية التقديم للحفل المزدحم بشكل يخيف كما ردد أكثر من نجم والملفت هنا حضور أربعة وزيرات للافتتاح وليست وزيرة الثقافة ايناس عبدالدايم وحدها. وانما حضرت غادة والي ورانيا المشاط وهالة السعيد في حركة دعم عالي للمهرجان وللسينما ارجو أن تظهر آثاره بعدها المهم أن التكريمات للنجوم المصريون والعالميون سارت بنفس الخطة أي نجوم يكرمون ابناء مهنتهم وتستمر شيرين رضا وتطلب من نيللي كريم تقديم درع المهرجان للمخرج الروسي الكبير بافل لونجين ومن ليلي علوي تقديم جائزة فاتن حمامة التقديرية إلي المخرج البريطاني الكبير بيتر جراناواي وليأتي التكريم للمصريين بمذاق اخر حافلا بالمشاعر ومودة العشرة الطويلة خاصة مع تقديم المخرج الكبير داوود عبدالسيد التكريم للفنان الممثل الكبير حسن حسني. والذي قال إنه انتظر هذا اليوم طويلا والحقيقة أنها سنة سعد له بالفعل فقد كرمه مهرجان شرم الشيخ السينمائي في بداية العام ليتوج مهرجان القاهرة هذا بتكريم فنان يمثل منذ ستة عقود من الزمن قدم فيها كل الشخصيات التي لم يقدمها غيره وبعده صعد إلي المسرح المؤلف الموسيقي الكبير راجح داوو ليقدم تكريم المهرجان للمؤلف الموسيقي المبدع. والشاب هشام نزيه الذي قال كلمة شديدة التميز والاختلاف عن الموسيقي المصرية اليوم وعن زملاء مهنته والمنافسة بينهم ثم تصعد المسرح نجمة الاجيال لبلبلة لتكرم النجم سمير صبري ويأتي ختام التكريمات من رئيس المهرجان هذه الدورة الكاتب والمنتج محمد حفظي إلي الناقد ومعلم السينما يوسف شريف رزق الله المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي لدورات متعددة ومعد ومقدم برامج السينما في التليفزيون المصري لسنوات طويلة والذي ارتبط اسمه لدي جمهور السينما والتليفزيون بأنه الرجل الذي علمهم كيف يحبون الافلام ويتذوقونها حالة من التواضع وانكار الذات جعلت رزق الله يوجه كل شكره للفريق العامل معه في الدورة وهكذا هي أخلاق الكبار وبعدها بدأ عرض "الكتاب الأخضر". 
من أنت ومن أنا 
في فيلم الافتتاح للمهرجان "الكتاب الأخضر" الأمريكي فكرة بسيطة وعميقة حول القضية المهمة والفكرة المثيرة للجدل حين يتم اختبارها علي أرض الواقع. من خلال رحلة رجلان أحدهما أسود هو دكتور شيريل "الممثل مارشالا علي" والثاني أبيض يعمل حارسا ولا يمانع ان يحرس بلطجي أو قواد من أجل المال "الممثل فيجو مورتنسن" يقرأ الحارس توني اعلانا عن وظيفة لمدة شهرين ويذهب لإجراء المقابلة مع طالب الوظيفة يكتشف أنه أسود وأنه ليس طبيبا ويفاصل ويوافق بسبب الأجر الأعلي بينما يوافق الاسود لانه وعد بحمايته في المواقف الصعبة في جولة ممتدة لكل ولايات الجنوب المليئة بالمشاكل تبدأ الجولة ويبدأ تأفف الاسود من سلوك سائقه الأبيض البشرة للأكل والتدخين. ولكن الرجلان يعترضان معا لمواقف صعبة في الوقت الذي تزداد أسئلة "توني" لنفسه ودهشته مما يراه من حسن استقبال مجتمعات البيض الغنية والاوروستقراطية. للرجل الاسود حين يعزف علي البيانو عزفا ساحرا للموسيقي العالمية. ولكنهم يرفضون السماح له بالنزول في فنادقهم أو حتي الذهاب لدورة المياه ليقضي حاجته في المكان الذي يدعونه للعزف فيه ويصفقون له بحرارة داخله. وتبدأ أسئلة لا تنتهي بين السائق والحارس وبين السيد الذي يستأجره حول معاني الاختلاف بينهما. وهل اللون فقط هو المانع من الاندماج؟ ليصل الأمر بهما إلي تجارب صعبة متتالية وإلي تجربة صعبة مع البوليس العنصري وليعرف كل واحد منهما كل شيء عن الآخر ويتعلم كل منهما من صاحبه ويدرك أن الإنسانية والمحبة أبقي من العنصرية والاستعلاء وهو ما يدفع العازف الكبير إلي ترك وحدته والنزول من قصره الفاخر بحثا عن الدفء لدي عائلة توني في ليلة عيد الميلاد. الفيلم تدور أحداثه عام 1962 في مدينة نيويورك لكنه لا يتوقف عند الفكرة ولا الحدث وانما يطورهما علي نحو خلاق من خلال سيناريو مبدع وتصوير آخاذ سواء لحركة بطليه أو المناخات والأجواء الطبيعية التي مرت بها الرحلة.