هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

إلى الأمام

لعبة الأكاذيب المقدسة !!


لم يصدمني ما قاله السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام خلال مؤتمر للحزب الجمهوري الأمريكي في ساوث كارولينا وقوله نصا:"إذا سحبت أمريكا دعمها عن "إسرائيل" فإن الله سيسحب دعمه عنا". جراهام كان يتحدث أمام مجموعة من الانجيليين واعتبر خطابه استثنائيًا في تأييده لإسرائيل والهجوم على خصومها وزعم أن اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية هو اتهام باطل وأن إسرائيل هي الطرف الطيب والصالح"!!.
نموذج جراهام وأشباهه هم محصلة لسياسات طويلة الأمد متراكمة ظلت الصهيونية العالمية إسرائيل وأعوانهما يعملون عليها في فراغ الصمت والتيه العربي والإسلامي بلا هوادة ودون كلل أو ملل.. يملأون الساحة بالاكاذيب والخزعبلات الصهيونية ويلبسونها كل اثواب الخداع والتضليل وهم يحاولون فرضها على العالم فرضا.. لم يفوتوا فرصة صغيرة أو كبيرة كلما لاحت في الأفق لائحة.. استخدموا كل الحيل المشروعة وغير المشروعة لاقناع الجماهير والحكومات بباطلهم.. لم يتوقف الاختراق عند حدود الغرب الموالي لهم والداعم الأكبر والصانع لاسطورة الصهيونية بل امتد الى العالم العربي والإسلامي.. روجوا الأكاذيب ومن كثرة ترديدها صدقوها وكاد العالم أن يصدقهم في لحظة من التاريخ الأعمى او الأسود.. لم يكتفوا باختلاق القصص والحكايات بل اضفوا عليها نوعا من القداسة اخترعوا لها نصوصا توراتية.. نعم اخترعوها.. ألفوها وضعوها حرفوها بكل جرأة ونسبوها الى الوحي.. زجوا بها في الالواح.. دقوها في المزامير.. نشروا باستفاضة كل التأويلات والشروحات التي تخصص فيها حاخامات رفعوهم الى درجات اعلى من الذات الإلهية كما في معتقداتهم الباطلة (ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم)..اذ جعلوا للحاخام سلطة التعديل على كلام ربهم ووضع نصوص مساوية إن لم تتجاوز في الأهمية والقيمة ما هو منزل أو موجود في الكتاب المقدس الخاص بهم.. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا..  
فاليهود بحسب ما جاء في كتاب "عقائد اليهود بحسب التلمود" يعتقدون أن لكل الحاخامات سلطة إلهية وكل ما قالوه يعتبر أنه صادر من الله.
يقول الرابي مناحم كباقي الحاخامات: (إن الله تعالى يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها في السماء)!!
وذكر في التلمود: (إن الحاخامات المتوفين مكلفون بتعليم المؤمنين في السماء).وجاء في كتاب يهودي اسمه (كرافت) مطبوع في سنة 1509:
(اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء. وزيادة على ذلك يلزمك اعتبار أقوال الحاخامات مثل الشريعة لأن أقوالهم هي قول الله الحي فإذا قال لك الحاخام أن يدك اليمنى هي اليسرى وبالعكس فصدق قوله ولا تجادله فما بالك إذا قال لك إن اليمنى هي اليمنى واليسرى هي اليسرى).
وقال أحد علماء اليهود المسمى(ميمانود) المتوفي في أوائل القرن الثالث عشر (مخافة الحاخامات هي مخافة الله)!!
وقد جاء في التلمود: (من يجادل حاخامه أو معلمه فقد أخطأ وكأنه جادل العزة الإلهية)!
وجاء في التلمود(صفحة/74):(إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها ولو بأمر الله !!
وقد وقع يوماً الاختلاف بين الباري تعالى وبين علماء اليهود في مسألة فبعد أن طال الجدال تقرر إحالة فصل الخلاف إلى أحد الحاخامات الرابيين، واضطر الله أن يعترف بغلطه بعد حكم الحاخام المذكور(18)!
وقال الحاخام(روسكي)المشهور: (التفت يا بني إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى).
لم يكتف اليهود والصهاينة بلعبة الحاخامات في تزييف الوعي والعبث بالتاريخ بل انهم لجأوا الى أداة عجيبة تمثل قمة الجرأة والتطاول على الكتب المقدسة اوجدوا انجيلا جديدا ليوظفوه في خدمة السياسة سموه "تلمود الصهاينة" حينا ويعرف أيضا باسم "انجيل سكوفيلد" والذي وضعه قس مسيحي اسمه سايرس إنجرسون سكوفيلد(1843–1921) لم يكن مجرد قس عادي بل كانت شخصيته معقدة ومثيرة للجدل فبعد مسيرة مهنية كمحامٍ وخدمة في الجيش الأمريكي تحوّل إلى اللاهوت سيرة حياته تحمل علامات استفهام حيث تشير بعض السجلات إلى اتهامات بالاحتيال والنصب في فترة شبابه مما دفع بعض النقاد اللاهوتيين إلى التشكيك في دوافعه واتهامهم له باستغلال الدين لتحقيق أهداف أيديولوجية.
واستخدم إنجيل سكوفيلد كأداة فكرية محورية مسيَّسة وكان لها دور مركزي في تشكيل وتغذية الفكر الصهيوني المسيحي الحديث داخل العالم البروتستانتي الإنجيلي في الولايات المتحدة.لم يكتفِ هذا العمل بتقديم تفسير لاهوتي بل عمل على إعادة صياغة الفهم الديني للكتاب المقدس مما مهّد الطريق لدعم سياسي غير مسبوق لإسرائيل.
والمعروف أن الصهيونية المسيحية تدعم عودة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة إسرائيل بناءً على تفسيرات كتابية تربط هذه العودة بالمجيء الثاني للمسيح وتثير هذه الحركة جدلاً واسعاً بسبب تأثيرها السياسي الكبير وما يثار عن اتهامات حول تحريف النصوص الكتابية لخدمة مصالح إسرائيل..
بالفعل انخدع كثيرون بتلك الآراء التي روجها وتبناها المتطرفون الذين نجحوا في جعلها دينا وعقيدة ونذروا أنفسهم لتحقيقها مهما كان الثمن ماديا ومعنويا حتى ولو رفضهم كل العالم وثار في وجههم ووصل الأمر الى أن اصبح دعم إسرائيل والمتطرفين اليهود جزءا من عقيدة الايمان الأمريكي الغربي.. امتد تأثير الصهاينة الى مراكز الحكم المختلفة خاصة في البيت الأبيض الذي اصبح أداة طبيعية في يدهم بعد أن تحكموا في المراكز الحساسة ثم احكموا السيطرة على الكونجرس بمجلسيه واستولوا على المناصب المهمة في الوزارات الحساسة أو السيادية وصار القرار الأمريكي والغربي رهنا باشارة من الصهاينة والا!!
الاختراق الصهيوني والهيمنة على القرار الأمريكي اصبح أمرا مستفزا حتى للامريكيين أنفسهم ويثير موجات غضب وسخط ليس في الاعلام فقط بل بين أعضاء الكونجرس ومن الجمهوريين أيضا ويكفي أن نستمع صرخات النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين وهي من مؤيدي إسرائيل ولكنها قالت كلاما مهما للغاية يجب الانتباه له مثل: علينا تأييد إسرائيل دون الخضوع للانجيل المزيف.. الناس تعبت من هذا الأمر.. لإسرائيل نفوذ وسيطرة هائلين على جميع أعضاء الكونجرس تقريبا. إسرائيل أرست آلية سيطرة على جميع أعضاء الكونجرس تقريبا.. اللوبي المؤيد لإسرائيل يعمل على إجبار هؤلاء الأعضاء على زيارة تل أبيب.لا توجد أي دولة في العالم لديها نفوذ في الولايات المتحدة مثل إسرائيل.
إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بنفوذ وسيطرة هائلين على جميع زملائي تقريبا".
احاديث الأكاذيب المقدسة مستمر ويطول..
والله المستعان..

[email protected]