هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

كلام في الهوا 

حكايات مصرية وإراده وطنية 

 

لأول مره أجد نفسي في حيره من أمري ،عما أريد أن القي عليه الضوء بهذا المقال في الأسبوعي في ظل تزاحم الأحداث وتدفق الأفكار التي تحتاج الي التسجيل ،ما بين تناول كلمه مندوب مصر الدائم خلال جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ،وعكس من خلالها هويه الجمهورية الجديدة التي اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي ،حينما أكد السفير أسامة عبد الخالق، فيها ثوابت الموقف المصري تجاه القضايا الدولية، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ورفض الانحياز الأمريكي السافر في قرارات مجلس الأمن.
وذلك خلال الجلسة التي عقدت لمناقشة استخدام الولايات المتحدة المتكرر لحق النقض (الفيتو) لتعطيل قرارات تتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، وقد وجّه مندوب مصر رسالة قوية إلى المجتمع الدولي، مفادها أن القاهرة لن تقبل أبدًا بأن يُستخدم “الفيتو” الأمريكي غطاءً لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، ورفض الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
أوضح  "أن مصر، حكومة وشعبًا، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استباحة الدم الفلسطيني، ولن تسمح أن يتحول مجلس الأمن إلى منصة لحماية المعتدي بدلاً من حماية الضحية مؤكدا ان الفيتو لن يُرهبنا، وموقفنا سيبقى ثابتًا في دعم الحق، مهما كانت الضغوط.”
ام أتحدث عن ذكري ثوره 30يونيه التي خرج فيها الشعب المصري عن بكرة أبيه وبأطيافه المختلفه مطالبا القوات المسلحه "جيش الشعب "بضرورة تخليص البلاد من حكم الإخوان المسلمون الذي كان يقود الدوله المصرية نحو الهاوية و القضاء علي هويتها الوطنية التي تميزت بها علي مدار تاريخها المعاصر ،خاصة بعد ان اكتشف المصريين حجم المؤامرة التي كانت تلك الجماعه تسعي لتنفيذها بإشعال الفتنه بين ابناء الشعب الواحد وتقسيم البلاد ،وكان التكليف المباشر  للرئيس عبد الفتاح السيسي (وزير الدفاع في ذلك آلوقت) بأن ينقذ مصر من هذا الوباء الاخواني المرضي ،وقد نجح في ذلك ،وعادت مصر الي أبناءها ،بل لم يكتف بذلك هذا الرجل ،وإنما انطلق ،ونفذ ملامح الجمهورية الجديدة التي نعيشها الآن رغم التحديات الكبيرة التي نواجهها ،ونمر بها ، ولم تتوقف منذ أن نجحنا كشعب وقيادة في القضاء علي المخطط الشيطانيّ…هذه النقطة تقودنا ايضا الي رغبتي في الحديث عما أطلق عليها "قافله الصمود" تلك القافله التي كانت تسعي بما تضمه من عملاء الإخوان والناشطين الممولين من قبل أجهزه مخابراتية عالمية بهدف إشعال الفتنه ،وتشويه الدور المصري التاريخي نحو القضية الفلسطينية وشعبها ،لكي نؤكد صحه ما نقول نتساءل لماذا قرروا في هذه الفتره أن يأتوا لمصر بحجه التوجه الي منفذ رفح من الجانب المصري بينما هو مغلق من الجانب الاسرائيلي بسبب إصرار مصر أن يكون المسؤول عن المنفذ من ابناء الشعب الفلسطيني ،وليس الاحتلال لتظل القضية الفلسطينية حيه ، مع إصرارهم علي خلط الأوراق لدي وسائل الاعلام الدولية تحت شعار مناصرة شعب غزه الذي يعاني الأمرين منذ أكثر من عام ونصف ؟ولماذا لم تتحركوا بهذه الفكره طوال فتره تجويع ،وقتل ابناء غزه والذي لم يتوقف بعد السابع من اكتوبر عام 2023 وحتي الان ؟ولماذا هذه المسافة الطويله ،وعندهم البحر مثلما فعلت "السفينه ماريا "التي تعرض ناشطيها للاعتقال من قبل الاحتلال الاسرائيلي عندما وصلوا لساحل غزه ؟وغيرها من التساؤلات التي تعكس الأهداف الحقيقيه القافله المشبوهه خاصة مع اقتراب احتفال المصريين بالذكري ال 12 لثورتهم الشعبية التي غيرت خريطة المنطقة وأعادت لمصر مكانتها الطبيعية الدوله القائده للمنطقة "رغم انف الحاقدين" محافظة علي التوازنات الاقليميه بالمنطقة ،وإدارتها لتحقيق الأمان للشعوب العربية وقادتها في إطار من احترام السياده ،وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها كمبدأ ثابت لا يتغير ،مع أمن واستقرار المنطقه.
أم أن أتحدث عن القرار الحكيم بتأجيل افتتاح المتحف المصري الكبير الذي كان مقررا له ان يكون  في الثالث من يوليو القادم الي الربع الأخير من العام تقديرا من مصر للظروف التي تمر بها المنطقه ،وخاصة حرب إسرائيل علي ايران والمخططات التي تنفذ علي قدم وساق ،وفي اعتقادي الشخصي أن كل ما تتعرض له المنطقة جائزته الكبرى "مصر وشعبها" في ظل ما تقوم به من جهود وسعي لتحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة رغم وجود "نيرون الجديد "او شمشون العصر "بهدم المعبد علي الجميع ،وهنا أتذكر سؤالاً ثابتا كان يأتي في امتحانات التاريخ بالشهاده الإعدادية عن الأسباب الظاهريّة والحقيقية للحمله الفرنسية علي مصر ؟ وكانت الإجابة أن الظاهريه تتمثل في قيام  فرنسا بحملتها لتأديب المماليك لسوء تعاملهم مع التجار الفرنسيين أما الحقيقيه فكانت لسيطره فرنسا علي طريق التجاره الدولي بين الشرق والغرب !!! لا تتعجب هكذا كشفت أوراق التاريخ ..هنا تظهر التساؤلات ما هي الأسباب الحقيقية لقيام ضرب اسرائيل لايران والتخطيط لذلك منذ عده سنوات تحت شعار  "التهديد النووي الأيراني لها ولوجودها "مثلما نتساءل عن الأسباب الحقيقية لقيام حماس "الإخوان"بهجوم السابع من اكتوبر ،رغم انها صنيعة الدوله العبرية نفسها ؟هل لإعطائها زريعة لتقوم بحملاتها العسكرية لتدمير قطاع غزه الذي يدخل ضمن الطريق الملاحي التجاري الدولي الجديد "المنافس لطريق الحزام والطريق للصين، والذي قطعت فيه الأخيرة شوطاً كبيراً -تلك قصة آخري محاولات السيطره علي طرق التجارة العالمية الملاحية- أم الضغط علي الدوله المصرية بخنقها اقتصاديا عن طريق الحوثيين -احد  الأذرع الإيرانية - عن طريق إحداث أزمه مضيق باب المندب ،أو لكي توافق علي التهجير بعدما أفشل المصريين مخطط الشرق الوسط الجديد "الكبير".
بغض النظر عما تسفر عليه الحرب الاسرائيليه الإيرانية -المتوقع أن تستمر لما بعد نشر المقال بفتره -ففي اعتقادي الشخصي أن الموقف المصري الحاسم تجاه هذه الحرب ،ورفضه للعدوان الاسرائيلي وتسجيله علي مستوى الأمم المتحدة،يمثل قمه البصيره لدي القياده السياسيه في مصر -بغض النظر عن وجود خلافات معلنه بين مصر وايران ويعمل الطرفان علي حلها - لأنه لا يمكن انكار أهمية وجود الجمهورية الايرانيه كدوله اقليميه تسهم في تحقيق التوازن والاستقرار في المنطقة ،وأيضاً دوله ذات حضارة وتاريخ لا يمكن انكاره .
وكما يشير المراقبون أن الغباء الاسرائيلي مع الكاوبوي الأمريكي ،واصراره علي ما يريده وتعامله باستخفاف مع الشعب الإيراني لن يزيد المواطن الإيراني إلا اصرارا علي المواجهة الشامله رغم ايه خسائر يمكن ان تلحق به.
أظن مخططي هذه الحرب لم يستوعبوا تاريخ الدول القديمه مثل مصر وايران ،ولم يدركوا مفهوم الدوله الوطنية والوطن بالنسبة لهذه الشعوب صاحبه الحضارة والتاريخ وأعتقد أن هذا طبيعي لأن تاريخ الدوله الأمريكية لم تتخط 300 عاما علي اكثر تقدير بينما اسرائيل لم تكن يوما دوله ذات شعب واحد وإنما مجموعه من العصابات والمهاجرين صدر لهم قرار بإنشاء دوله من قبل دول العالم بعدما اكتشفوا ان هؤلاء اليهود في مجتمعاتهم تشكل خطرا عليهم شعوبهم ودولهم -راجعوا كتب التاريخ لهذه الدول لكي تتأكدوا أن ما نقوله صحيحا وليس من فراغ - مع  ملاحظة أن مضيق هرمز بايران مسؤولا عن إمرار اكثر من 40% من التجاره العالمية خاصة في مجال موارد الطاقة-
أم أن السبب في الحرب مواجهه النفوذ الصيني والروسي اللذان يقودان العالم الي عالم متعدد الأقطاب وليس عالم تحت سيطرة القطب الواحد "امريكا " إنما القصه ان تكون شبّه للدوله "اسرائيل "هي المسئوله عن اداره المنطقة، والسيطرة علي مواردها وشعوبها.
الاجتهادات في ملف الحرب كثيره ومتنوعه ولكن ما يهمنا هنا أن تنجح ايران في مواجهة العدوان وأن تتعلم من اخطائها ، والا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول ،علما بأن لديها من الأوراق تستطيع بها المواجهة والوصول الي اتفاق مرضي للطرفين بشرط صمود الجبهة الداخلية للشعب ،وأمامهم تجربة الشعب المصري علي مدار تاريخه الحديث ،وحتي الان ،وقدرته علي الصمود في مواجهه التحديات التي يتعرض لها علي مدار تاريخه ،ناهيك عن اللحمه الوطنية والوعي الجمعي بأهمية الدوله الوطنيه وضرورة الحفاظ عليها ،واصطفافهم حول القياده السياسية،بكل ما يملكون ،لأنهم علي يقين بأنه ابن الدوله الوطنية وأنه يعمل باخلاص من أجل مصر وشعبها. 
خارج النص:
ان دائرة النار التي تحيط بالدولة المصريه وشعبها من الاتجاهات الاستراتيجيه الاربعه كما يقولون (السودان ،ليبيا،البحر المتوسط،اسرائيل) الخروج منها ،وإطفاءها والسيطرة عليها يتطلب منا جميعا صغيرا وكبيرا أن نتوحد ،ونتحد علي قلب رجل واحد حول القيادة السياسية ،و بالمناسبة هكذا يقول تاريخنا وأقرب تجربه احتفالنا بالذكري الثانية عشر بثوره الشعب ،"ونجحنا مش كده والا ايه" علي رأي الراحل الجميل الفنان فواد المهندس.

بقلم :

عصام الشيخ 
[email protected]