هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من‭ ‬آن‭ ‬لآخر

التعددية‭ ‬المصرية‭.. ‬سياسات‭ ‬وممارسات


الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬مصر‭ ‬للحرية‭ ‬الدينية‭: ‬لو‭ ‬كان‭ ‬عندنا‭ ‬يهود‭ ‬لأقمنا‭ ‬لهم‭ ‬المعابد

الجميع‭ ‬يتساوى‭ ‬فى‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬ويستظل‭ ‬براية‭ ‬دولة‭ ‬القانون


كانت‭ ‬مصر‭ ‬ومازالت‭ ‬هى‭ ‬وطن‭ ‬التعددية‭ ‬والتنوع،‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش،‭ ‬وحــــرية‭ ‬الاعــتـقــاد،‭ ‬وتـجـلت‭ ‬هذه‭ ‬العـقـيـدة‭ ‬بـوضـوح‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬وهى‭ ‬أيضاً‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬سياسات‭ ‬بل‭ ‬ممارسات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬تدعمها‭ ‬إجراءات‭ ‬واضحة،‭ ‬وقبول‭ ‬وسلوك‭ ‬تجسده‭ ‬وتعكسه‭ ‬حياة‭ ‬المصريين،‭ ‬فلا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬مسلم‭ ‬ومسيحي،‭ ‬والمواطنة‭ ‬تجمع‭ ‬هذا‭ ‬الشعب،‭ ‬ولا‭ ‬فرق‭ ‬ولا‭ ‬تمييز،‭ ‬بين‭ ‬مواطن‭ ‬وآخر‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬المصرية،‭ ‬الجميع‭ ‬يتساوى‭ ‬فى‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬ويستظل‭ ‬براية‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والعدالة‭ ‬المطلقة،‭ ‬وهى‭ ‬الطاقة‭ ‬الدافعة‭ ‬لاستقرار‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وتنامى‭ ‬قدرته،‭ ‬وقوته،‭ ‬وهى‭ ‬أيضاً‭ ‬عقيدة‭ ‬تعكس‭ ‬قناعة‭ ‬الثراء‭ ‬والخصوصية،‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬عاشه‭ ‬الشعب‭ ‬المصري،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يعيش‭ ‬المسلم‭ ‬والمسيحى‭ ‬واليهودى‭ ‬معاً‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬ديانة‭ ‬المواطن،‭ ‬ولكن‭ ‬كونه‭ ‬مصرياً،‭ ‬ودروب‭ ‬وأحياء‭ ‬ومناطق‭ ‬مصر‭ ‬وشوارعها‭ ‬تشهد‭ ‬بذلك،‭ ‬بل‭ ‬حراكها‭ ‬السياسى‭ ‬والثورى‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬والاستعمار‭ ‬وإرادة‭ ‬التحرير،‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬المسلم‭ ‬والمسيحى‭ ‬عندما‭ ‬يتعانق‭ ‬الهلال‭ ‬والصليب،‭ ‬فأنت‭ ‬تدرك‭ ‬تماماً‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬مصر‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬شعبها‭ ‬ولعل‭ ‬مقولة‭ ‬الدين‭ ‬لله‭ ‬والوطن‭ ‬للجميع‭ ‬ستظل‭ ‬خالدة،‭ ‬عنوان‭ ‬وعقيدة‭ ‬تعكس‭ ‬مدى‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح،‭ ‬والألفة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬أياً‭ ‬كانت‭ ‬الديانة،‭ ‬وقلت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إن‭ ‬المسلم‭ ‬والمسيحى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬يأكلون‭ ‬من‭ ‬‮«‬طبق‭ ‬واحد‮»‬،‭ ‬يتشاركون‭ ‬الحياة‭ ‬بود‭ ‬وحب‭ ‬وقناعة،‭ ‬يبنون‭ ‬وطنهم‭ ‬معاً‭ ‬ويمتلكون‭ ‬إرادة‭ ‬حريته‭ ‬واستقلاله‭ ‬وتقدمه،‭ ‬ويدافعون‭ ‬عن‭ ‬أمنه‭ ‬ووجوده‭ ‬وسيادته،‭ ‬ويستشهدون‭ ‬معاً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬روح‭ ‬الفرقة‭ ‬والاختلاف،‭ ‬والفرقة‭ ‬والطائفية‭ ‬والتعصب،‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬معيار‭ ‬دينى‭ ‬للتمييز،‭ ‬لم‭ ‬يعرفها‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬العظيم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬تاريخه‭ ‬ورغم‭ ‬محاولات‭ ‬جماعات‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬التى‭ ‬حاولت‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬زرعها‭ ‬فى‭ ‬الجسد‭ ‬المصرى‭ ‬لم‭ ‬تفلح‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬الخبيثة‭ ‬وظلت‭ ‬الروح‭ ‬المصرية‭ ‬المفعمة‭ ‬بالتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والمحبة‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬فى‭ ‬مدى‭ ‬القبول‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬المصريين‭ ‬وبمختلف‭ ‬جنسيات‭ ‬العالم،‭ ‬ولعل‭ ‬مصر‭ ‬زاخرة‭ ‬بهذا‭ ‬التنوع‭ ‬والتعدد‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬والحاضر،‭ ‬ولم‭ ‬يشعر‭ ‬هؤلاء‭ ‬أنهم‭ ‬غرباء‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬بل‭ ‬اندمجوا‭ ‬فى‭ ‬النسيج‭ ‬الوطنى‭ ‬وتأثروا‭ ‬بالثقافة‭ ‬والقيم‭ ‬المصرية،‭ ‬سواء‭ ‬الإيطالى‭ ‬واليونانى‭ ‬والأرمن،‭ ‬حتى‭ ‬الإنجليز،‭ ‬وفى‭ ‬الحاضر‭ ‬يعيش‭ ‬معنا‭ ‬كضيوف‭ ‬9‭ ‬ملايين‭ ‬لاجئ‭ ‬فروا‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الفتن‭ ‬والصراعات‭ ‬والإرهاب‭ ‬والحروب‭ ‬الأهلية‭ ‬حيث‭ ‬وجدوا‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والكرم‭ ‬والتعايش،‭ ‬فمن‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬شوارع‭ ‬مصر‭ ‬وأحيائها‭ ‬ومحافظاتها‭ ‬يجد‭ ‬إلى‭ ‬جواره‭ ‬السودانى‭ ‬واليمني،‭ ‬والسورى‭ ‬وأى‭ ‬مواطن‭ ‬عربي،‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬العقيدة‭ ‬المصرية‭ ‬العظيمة‭ ‬والقدرة‭ ‬الفائقة‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬والاندماج‭.‬
حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفى‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬اليونانى‭ ‬فى‭ ‬أثينا‭ ‬خلال‭ ‬الزيارة‭ ‬الناجحة‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬وتوقيع‭ ‬وترفيع‭ ‬العلاقات‭ ‬إلى‭ ‬الشراكة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬النجاحات‭ ‬المصرية‭ ‬المدوية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬عن‭ ‬‮«‬دير‭ ‬سانت‭ ‬كاترين‮»‬‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬الصدق‭ ‬والإيمان‭ ‬والقناعة‭ ‬الذى‭ ‬يجسد‭ ‬عقيدة‭ ‬مصرية‭ ‬راسخة،‭ ‬وجاء‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬التعددية‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬القلب‭ ‬وقوله‭: ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬سياسات‭ ‬ولكنها‭ ‬ممارسات‭ ‬وسلوك‭ ‬وعقيدة‭ ‬يعيشها‭ ‬المصريون‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وبعث‭ ‬برسائل‭ ‬طمأنة‭ ‬واضحة‭ ‬وساطعة‭ ‬مثل‭ ‬الشمس،‭ ‬اخترقت‭ ‬القلوب،‭ ‬واجهضت‭ ‬أكاذيب‭ ‬وشائعات‭ ‬منصات‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬مصر،‭ ‬فالدير‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬وعقيدة‭ ‬المصريين،‭ ‬ومصر‭ ‬التى‭ ‬ترسخ‭ ‬حرية‭ ‬الاعتقاد،‭ ‬وأرض‭ ‬الأنبياء‭ ‬والصالحين‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحيد‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬عن‭ ‬عقيدتها‭ ‬بل‭ ‬تدعمها،‭ ‬وتغرسها،‭ ‬وتربى‭ ‬عليها‭ ‬الأجيال‭ ‬تلو‭ ‬الأخري،‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬سلوك‭ ‬تربوى‭ ‬أو‭ ‬نتاج‭ ‬التعليم،‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬خطاب‭ ‬دينى‭ ‬صحيح‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬جوهر‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية،‭ ‬وتتصدى‭ ‬بكل‭ ‬حسم‭ ‬وحزم‭ ‬وبعلم‭ ‬لمحاولات‭ ‬مستميتة‭ ‬من‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬وطيور‭ ‬الظلام‭ ‬لبث‭ ‬الفتن‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬التى‭ ‬تقف‭ ‬فيها‭ ‬مصر‭ ‬بشموخ‭ ‬وصلابة‭ ‬لمخططات‭ ‬وأوهام‭ ‬‮«‬صهيو‭ ‬ــ‭ ‬أمريكية‮»‬‭ ‬تحاول‭ ‬العبث‭ ‬وابتلاع‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للآخرين،‭ ‬أو‭ ‬محاولات‭ ‬التعدى‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬والخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬والمساس‭ ‬بالأمن‭ ‬القومى‭ ‬والسيادة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬ومحاولات‭ ‬التشويه‭ ‬والتشكيك‭ ‬وبث‭ ‬الفتن،‭ ‬تتنامى‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترات‭.‬
حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفى‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬اليونانى‭ ‬كان‭ ‬جامعاً‭ ‬وشاملاً‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬بنفى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأكاذيب‭ ‬بل‭ ‬شارحاً‭ ‬لكون‭ ‬ذلك‭ ‬عقيدة‭ ‬مصرية،‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬سياسات‭ ‬ولكن‭ ‬ممارسات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬ومؤكداً‭ ‬التزام‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وسيادته‭ ‬شخصياً‭ ‬حماية‭ ‬دير‭ ‬سانت‭ ‬كاترين‭ ‬لأنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬والهوية‭ ‬والعقيدة‭ ‬المصرية‭ ‬وقيمة‭ ‬مضافة‭ ‬لمسيرة‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬التى‭ ‬تعكس‭ ‬التنوع‭ ‬والتعدد‭ ‬والتعايش‭ ‬وحرية‭ ‬الاعتقاد‭ ‬وأن‭ ‬احترام‭ ‬التعدد‭ ‬والتنوع‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬النسيج‭ ‬الإنسانى‭ ‬المصري،‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬قوى‭ ‬وأذرعا‭ ‬إعلامية‭ ‬خارجية‭ ‬ومعادية‭ ‬تحاول‭ ‬بث‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والتشويه‭ ‬والتناول‭ ‬بطريقة‭ ‬مغلوطة‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬أى‭ ‬نية‭ ‬للمساس‭ ‬بدير‭ ‬سانت‭ ‬كاترين‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬المغالطات‭ ‬تتنافى‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬الثوابت‭ ‬المصرية‭.‬
الحقيقة‭ ‬الساطعة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تحمى‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬وتصون‭ ‬عقيدتها‭ ‬وثوابتها‭ ‬فى‭ ‬ترسيخ‭ ‬التعدد‭ ‬والتنوع‭ ‬وحرية‭ ‬الاعتقاد‭.‬
ليس‭ ‬غريباً‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والمواطنة،‭ ‬ودولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التى‭ ‬حرص‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مبادئ‭ ‬وركائز‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬أن‭ ‬تتصدى‭ ‬للمتطرفين‭ ‬والإرهابيين‭ ‬لحماية‭ ‬أبنائها‭ ‬جميعاً‭ ‬مسلمين‭ ‬ومسيحيين،‭ ‬وأن‭ ‬تقوم‭ ‬ببناء‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءة‭ ‬وإصلاح‭ ‬65‭ ‬كنيسة‭ ‬تعرضت‭ ‬للتدمير‭ ‬والحرق‭ ‬قبل‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين،‭ ‬ولعل‭ ‬نهج‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬الجمهورية‭ ‬الجديدة‭ ‬فى‭ ‬المدن‭ ‬والمجتمعات‭ ‬العمرانية‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الكنائس‭ ‬والمساجد‭ ‬واضح‭ ‬مثل‭ ‬الشمس،‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تراه‭ ‬جيداً‭ ‬ولعل‭ ‬وجود‭ ‬الكاتدرائية‭ ‬‮«‬ميلاد‭ ‬المسيح‮»‬‭ ‬فى‭ ‬العاصمة‭ ‬الإدارية‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬مسجد‭ ‬الفتاح‭ ‬العليم،‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬عظيم‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬سلوك‭ ‬المصريين‭ ‬اليومى‭ ‬مسلماً‭ ‬ومسيحياً،‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬وعقيدة‭ ‬مصرية‭ ‬ولا‭ ‬تفرط‭ ‬فى‭ ‬المساواة‭ ‬والعدل‭ ‬فى‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المصريين‭ ‬دون‭ ‬تفرقة‭ ‬أو‭ ‬تمييز‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬أساس‭.‬
الحقيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬التنوع‭ ‬والتعددية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬حرية‭ ‬الاعتقاد‭ ‬الدينى‭ ‬والسكانى‭ ‬والفكرى‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬يهدد‭ ‬الوطن،‭ ‬ويخرج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬كل‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬رفعت‭ ‬السلاح‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬الدولة‭ ‬واعتنقت‭ ‬الفكر‭ ‬التكفيري،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬بعداً‭ ‬آخر‭ ‬فى‭ ‬التعددية‭ ‬المصرية،‭ ‬هو‭ ‬حالة‭ ‬التنوع‭ ‬السياسى‭ ‬والتوازن‭ ‬فى‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وهى‭ ‬معادلة‭ ‬فريدة‭ ‬تستحق‭ ‬الاحــتــرام‭ ‬والتقـــدير‭ ‬للدبلومــاســـية‭ ‬الرئـــاســـية‭ ‬ولعل‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لليونان‭ ‬وترفيع‭ ‬العلاقات‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬وهى‭ ‬عضو‭ ‬فى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬ثم‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬روسيا‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬الرئيس‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬للمشاركة‭ ‬فى‭ ‬احتفالات‭ ‬أعياد‭ ‬النصر‭ ‬وعقد‭ ‬لقاء‭ ‬ومباحثات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬لتعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬القاهرة‭ ‬وموسكو‭ ‬يكشف‭ ‬عبقرية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المصرية‭ ‬التى‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للوطن‭ ‬إينما‭ ‬كانت،‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بعلاقات‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭ ‬وكافة‭ ‬دوائر‭ ‬السياسة‭ ‬المصرية‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬الصراع‭ ‬والاختلاف‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬بالغ‭ ‬الدقة‭ ‬تحرك‭ ‬فيه‭ ‬مصر‭ ‬منصات‭ ‬الأوراق‭ ‬والبدائل‭ ‬بقوة،‭ ‬وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬تقرأ‭ ‬بوضوح‭ ‬عظمة‭ ‬الانحياز‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬دولية‭ ‬تتسم‭ ‬بالتنوع‭ ‬والتعددية‭ ‬فما‭ ‬بين‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسى‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬للقاهرة‭ ‬ثم‭ ‬علاقات‭ ‬مصر‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والعلاقات‭ ‬المصرية‭ ‬ــ‭ ‬الإيطالية‭ ‬والإسبانية‭ ‬تجد‭ ‬بعداً‭ ‬إستراتيجياً،‭ ‬ثم‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭ ‬ــ‭ ‬الإفريقية‭ ‬والعربية،‭ ‬جميعها‭ ‬تصنع‭ ‬الفارق‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬وتحشد‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬حول‭ ‬مواقف‭ ‬مصر‭ ‬وتكشف‭ ‬قوة‭ ‬الأوراق‭ ‬والمسارات‭ ‬المصرية‭ ‬ودورها‭ ‬وثقلها‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭.‬

تحيا مصر