أنْ تشُقَ طريقَك بابتسامتِك ، خيرٌ من أنْ تشقَه بسيفِك .
وإذا كُنتَ لا تستطيعُ الابتسامةَ ، فلا تفتحْ دُكاناً ..
قطوفٌ من الحكمةِ ، قالها السابقون ..
الابتسامةُ تبعثُ علي الارتياحِ ، وتُبلسمُ الجراحَ .
في أيامِ الكمالِ والجمال ، أيامِ رمضانَ ، يظنُ الكثيرون أنَّ الصيامَ والقيامَ ، وسائرَ العباداتِ والأعمال ، والتبعاتِ ، من طعامٍ وشرابٍ ، واستعدادٍ للأعياد ، أنَّ هذه الأمورَ كلَها ، كافيةٌ لتجعلَك عابساً مكفهراً ، يضيقُ صدرُك ! وهذا طبعاً مجافٍ للحقيقةِ ، ففي الأصلِ ، رمضانُ شهرٌ للفرحةِ ، للسعادةِ مع اللهِ ، مع القرآنِ ، مع الصيامِ ، مع القيامِ ، مع روحانياتِ أيامِه ولياليه ..
وهل ليَّ عليكَ سوي الابتسامة ، ليعرفَ قلبي لديكَ مقامَه ..
صنائعُ المعروفِ كثيرة ، وفي مقدمتِها الابتسامةُ : لا تحْقِرَنَّ من المعرُوفِ شيْئًا ، ولوْ أنْ تلْقَى أخاكَ بوجْهٍ طلْقٍ.
هكذا قالَ النبيُ الأعظمُ ( ص ) وقالَ كذلكَ : وَتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ .
وكان نبيُنا ( ص ) رغمَ عظيمِ مسئولياتِه ، أكثرَ الناس تبسُّماً ، حتى لم تَعُد الابتسامةُ تفارقُ مُحيّاه الكريمَ ( ص ) وصارت عُنواناً له ، وعلامةً عليه ، لا يُفَرِّقُ فيها بينَ الغنيِّ والفقيرِ ، والأسودِ والأبيضِ .
كانَ يجالسُ الأطفالَ ، ويُكثِرُ التبسمَ في وجوهِهم ، ويُحسِن لقاءَهم ، يعرفُ ذلكَ كلُ أصحابِه ( ص ) .
قالَ أحدُهم : ما رأيتُ أحداً أكثرَ تبسّماً من رسولِ اللهِ ، صلى اللهُ عليه وسلم ، وقالَ آخرُ : ما رآني رسولُ اللهِ ( ص ) إلا ابتسمَ في وجهي .
البشاشةُ مصيدةُ المودَّةِ ، و البِرُّ شئٌّ هيِّنٌ ، وجهٌ طليقٌ ، وكلامٌ ليِّنٌ .
حُرِمَ على النارِ كلُّ هيِّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناسِ ، وعدٌ من اللهِ تعالي ، علي لسانِ رسولِه ( ص ) بأنَّ النارَ مُحرمةٌ علي السهلِ اللينِ القريبِ ، المبتسمِ ، بطبيعةِ الحالِ ..