هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

طيب القول

مصر- المغرب.. نموذج للتعاون العربى الأفريقى



تعيش العلاقات المصرية المغربية حالة من الانسجام والتفاهم المتجذر فى أعماق الشعبين الشقيقين على مر العصور والأزمنة وفى كل مجالات الحياة الإنسانية.
وهذا ليس غريباً على ذرية الشقيقين، سيدا شباب اهل الجنة، سبطى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، سيدانا الحسن والحسين ابنى الإمام على بن أبى طالب وريحانة سيدنا رسول الله، فاطمة الزهراء، رضى الله عنهم وآل البيت أجمعين.
فإذا كانت مصر المحروسة، كنانة الله فى أرضه، يشرف ترابها بضم العديد من آل البيت وخاصة من نسل سيدنا الحسين، فإن المملكة المغربية تشرف بكونها أرض الأولياء والصالحين من نسل سيدنا الحسن، فالنسب موصول بل إن كثيراً من أولياء الله الصالحين الذين شرفت بهم مصر قد وفدوا إليها من المغرب.
وبفضل من الله على البلدين أن أكرمهما بقيادات وفية مخلصة، على مر العصور، يسعون جاهدين لخدمة ومصلحة البلدين الشقيقين وجميع بلادنا العربية والإسلامية.
وقد توطدت وتعمقت العلاقات المصرية المغربية فى الوقت الراهن لما تمثله العلاقة الأخوية فيما بين فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى وجلالة الملك محمد السادس، حفظهما الله.
وتجسيدا لهذه العلاقة الأخوية والشعبية، عقد "ملتقى الأعمال المغربى المصرى" اجتماعه الدورى، على أرض الكنانة، بأحد فنادق التجمع الخامس، احتفالاً بالعيد الـ 69 لاستقلال المغرب، واليوبيل الفضى لجلوس جلالة الملك محمد السادس، على عرش المملكة المغربية، استعرض الملتقى فيلما وثائقياً عن إنجازات قيادة البلدين. بحضور السفير المغربي محمد آيت وعلى، المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، وعدد كبير من الدبلوماسيين، على رأسهم ممثل سفارة زامبيا، ورجال الأعمال والإعلام والسياسة والفكر والثقافة من البلدين، تلبية لدعوة السفيرة د. سميرة العشيرى، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أبناء المغرب ومصر للتنمية.
شهدت فعاليات الاحتفال زخماً فكرياً ورغبة صادقة من الجميع بحتمية ووجوب التضامن والتعاون بين البلدين باعتبارهما نموذج يحتذى لبقية الدول العربية والإسلامية، فى ظل عالم التكتلات الاقتصادية والتحالفات السياسية، والذى لا مكان فيه للضعفاء أو المتفرقين.
بدأ الحفل بتلاوة قرآنية للشيخ د. ماهر الفرماوى، وتقديم الإعلامى د. أيمن عدلى، و هبة عبدالعزيز. استهلته د. سميرة العشيرى، بعد السلام الجمهورى للدولتين، بتقديم التهنئة للمملكة المغربية بعيد الاستقلال، ولجلالة الملك محمد السادس بمناسبة اليوبيل الفضى لتربعه على عرش أسلافه الميامين، مشيرة إلى أن المملكة المغربية ومصر تربطهما علاقات تاريخية عرقية، وأصول أمة عربية واحدة، وتؤكدها القيادة السياسية فى البلدين في مختلف مجالات الحياة، لدفع عجلة التنمية والرخاء وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في البلدين.
وأشاد السفير المغربى بالقاهرة، محمد آيت وعلى، بما أنجزته مصر من خطوات ناجحة جدا لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة فى إقليم غير آمن، وهى آمنة مستقرة، لديها بنية تحتية متكاملة متطورة، وذات الشئ حدث فى المملكة المغربية بما حققه لها الملك محمد السادس من قفزة نوعية ممتازة ومكانة متميزة محلياً وإقليميا ودولياً، حتى صارت تصنع أكثر من ٧٠٠ ألف سيارة للتصدير سنوياً، بمعدل سيارة في الدقيقة، فضلاً عن تصنيع الأجزاء الدقيقة للطائرات، فصار المغرب هو المستثمر الثاني بعد الصين افريقيا.
وأكد السفير المغربي أن تكامل البلدين وتكاتفهما يجعلهما كـ"جناحين" ترفرف بهما افريقيا، قائلا: لقد كلفت بدفع هذا التعاون فى كل المجالات، خاصةً الصناعة فهى القاطرة للسياسة والعلاقات، ووجدت رغبة وتوجها فى وزارة الخارجية فى البلدين للتعاون وأن نكون نموذجا للتضامن، فعلينا الاهتمام بالتجارة والصناعة لدعم العلاقات، وسفارتنا مفتوحة لكل مجد.
واستشهد السفير المغربى على تعمق العلاقات بين البلدين بامتلاء مقاعد الطائرة يومياً فى رحلتين للخطوط الملكية والمصرية، في ظل تحقق الأمن والاستقرار والبيئة الحاضنة للاستثمار.
وأشاد م. هيثم حسين، رئيس مجمع عمال مصر، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بخلق علاقات التعاون بين البلدين وبناء مستقبل مشترك، مؤكداً أن القومية العربية ليست شعارا نردده بل هي واجب وطني مفروض علينا أن نمارسه ونطبقه عمليا، واصفاً العلاقات المصرية المغربية بأنها نموذج يحتذى للبلاد وقاطرة للتنمية المستدامة العربية، داعياً لتأسيس مشاريع تنموية شاملة لخدمة البلدين، من خلال ترسيخ نظرة جديدة للتعاون يقودها الابتكار والإبداع والاستدامة. وإنشاء صندوق استثماري مشترك، ووضع معايير موحدة للجودة، والربط اللوجستي وإقامة منصة موحدة لتقديم بيانات مشتركة.
وأكد أن وحدة أمتنا وحسن استثمارنا لإمكاناتنا ومواردنا الضخمة هو السبيل لتقدمنا وازدهارنا، بما يجعلنا نقدم القدوة والنموذج فى التعاون والطموح، من خلال رسم خريطة طريق للتقدم.
وشدد على ضرورة إسراع الجميع بتنفيذ وتحقيق هذا الهدف لأنه لا وقت للتراخى قائلا: هيا نعمل ونتعاون للمصلحة العامة المشتركة وألا نكتفى بجلسات عبارة عن سلامات وتهانئ. خاصة وأن سعادة السفير المغربي رجل عملى، وفى هذا إنقاذ لشبابنا من مهالك الهجرة غير الشرعية والانحرافات الفكرية والسلوكية.
وعرض المستشار خالد اسماعيل -امين عام مجلس الأعمال المغربي المصري- لفرص الاستثمار، وريادة الأعمال، والاقتصاد الأخضر والصناعة التقليدية، والسياحة والتطور العقاري، والاستثمار الرياضي، والأهم سبل تقوية أواصر الانفتاح، والتعايش بين الشعبين من أجل جعل الثقافة والاقتصاد جسرا للاستقرار والسلم الاجتماعي.
ضم يوم الاحتفال ثلاث جلسات قيمة، لم تقتصر على المناقشات الكلامية فحسب بل تطورت إلى جلسات ولقاءات شراكة فعلية، كما تناولت: التعاون التجاري والصناعي، وفرص الاستثمار، ومستقبل ريادة الأعمال بين البلدين، بمشاركة وحضور كبار رجال الأعمال والمستثمرين.
واتفق الجميع على أن العلاقات التجارية والصناعية هى السبيل نحو بناء استراتيجية وطنية للانطلاق نحو المستقبل بخطى ثابتة ومستقرة.
ولـ"تحيا" أمتنا العربية والإسلامية بسواعد وعقول أبنائها المخلصين الأوفياء.