انتصارات أكتوبر المجيدة تظل ذكرى خالدة فى قلوبنا وعقولنا حتى أخر نفس فى حياتنا.
حقًا إن ما حدث فى معركة السادس من أكتوبر يفوق كل الخيال فى كافة تفاصيلها، كانت كل ثانية فيها ملحمة حقيقة تدرس حتى وقتنا هذا وينهل منها كل علوم العالم العسكرية، هذه المعجزة توقف عندها جميع قادة جيوش العالم كظاهرة عسكرية فريدة لم تحدث من قبل، انتصر فيها الجيش المصرى على كل المؤمرات والخطط والتدابير التى وضعها الكيان الصهيونى فى الضفة الغربية لقناة السويس بمساعدة خبراء عسكريين على أعلى مستوى من الدول الأخرى، مثل خط بارليف وغيرها من أنواع الخدع الحربية الذكية، وكل سبل التربص لمواجهتنا فى سيناء الحبيبة، كل هذه كانت أوهام اخترقها الجيش المصرى فى ٦ ساعات وسط إنهيار كامل للجيش الصهيونى الذى مازال فى غيبوبة هذه الصدمة التى لايفيق منها على مدار التاريخ.
انتصارات أكتوبر العظيمة هى نصر من عند الله أدارها جيش قوى مؤمن بالله وشعب يعشق تراب مصر، هذه الحقائق لابد أن يعلمها الأبناء والأحفاد وأن يدركوا جيدًا بطولات الأباء والأجداد ويحملوها أمانة فى عنقهم لتوريثها للأجيال القادمة ميراث الممتلكات والمنقولات التى يتركها رب الأسرة بعد وفاته، فالعزة والكرامة أغلى ميراث يحتفظ به الإنسان، هذه ليست شعارات تصدر فى لحظة حماس بل هو واقع ملموس نعيشه بكل تفصيلة من حولنا، ولا يوجد فى الدنيا أغلى من الوطن.
إذا تطرقنا إلى مردود انتصارات اكتوبر فى عجالة نجد أننا مازلنا ننعم بخيرتها حتى وقتنا هذا وإلى قيام الساعة ويكفى نعمة الوطن التى لولا حرب ٧٣ لكنا الآن أمام قرى ومدن متشرذمة مقطوعة الأوصال، الانتقال بينها يحتاج إلى جواز سفر او الانضمام إلى عصابات السطو المسلح لحمايتك انت واسرتك.
حقًا لولا انتصارات أكتوبر ماكنا الآن أمام الانجازات الكبيرة التى حققها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سيناء والمشروعات القومية الكبرى على أرضها مثل المنطقة الاقتصادية الخاصة التى تقام على ضفتى قناة السويس على مساحة ٢٦٥ كيلو مربع وتطوير وإنشاء ٦ موانئ بمعايير عالمية مثل السخنة وشرق التفريعة ونويبع، وكذلك مشروعات الأنفاق والمزارع السمكية والاستصلاح الزراعى والمشروعات الصناعية ورصف آلاف الكيلو مترات من الطرق والكبارى على أرض الفيروز.
حقًا إن فضائل انتصارات أكتوبر المجيدة لاتعد ولاتحصى ننعم بها على كافة الاصعدة وفى كل ربوع الوطن، كل الشكر والتقدير لكل القائمين على هذه الملحمة العظيمة، وتحية خاصة إلى شهداء ٧٣ وكل شهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن يبقى هذا الوطن عزيزًا، هؤلاء أحياء عند ربهم يرزقون
"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" صدق الله العظيم