هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أسود على الحدود 

 

رغم مرور خمسة أيام على زيارة الفريق أحمد خليفة رئيس أركان القوات المسلحة للمنطقة الحدودية مع غزة ومعبر رفح البرى، إلا أن أصداء وتداعيات الزيارة المهمة لا تزال محل اهتمام الخبراء العسكريين والمحللين الاستراتيجيين داخل مصر وخارجها، خاصة فيما يتعلق بتوقيت وموقع الزيارة ، علاوة على قيمة وقامة أصحاب الزيارة بقيادة رئيس الأركان وعدد من كبار قادة القوات المسلحة. 

ووفقا للخبراء  فإن الزيارة حملت العديد من الرسائل القوية للداخل والخارج  ، في ظل التوتر الشديد علاقة القاهرة وتل أبيب ، بسبب إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على بقاء قواته على الجانب الآخر من الحدود، فيما يُعرف بمحور "فيلادلفيا"، إضافة إلى  ادعائه كذبا بأن مصر  تسمح بتهريب السلاح عبر هذه المنطقة إلى حركة حماس.

الأمر الذى دعا مصر إلى رفض ممارسات نتنياهو، ، مؤكدة أن تصريحات رئيس الوزرء الإسرائيلي، تفتقد للواقعية ويسعى من خلالها إلى تحميل الدول الأخرى مسئولية فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة، الذي شهد إبادة جماعية.
الخبراء العسكريون والمحللون الاستراتيجيون يرجعون أهمية تلك الزيارة لكونها تحمل العديد من الرسائل، سواء للداخل المصري، أو لدول الإقليم وإسرائيل على وجه الخصوص ، لعل في مقدمتها أن الجيش المصري في جاهزية تامة ولديه أسود مرابطة للدفاع عن حدود البلاد وحماية أمنها القومي.
كما أن هناك رسالة موجهة  للداخل المصري بأن جيشه وقيادات الدولة حريصة على حماية حدودها الجغرافية والاستراتيجية، وحماية أمنها القومي، لذلك تواجد رئيس أركان الجيش في هذه المنطقة الحيوية، فالمهام الرئيسية للقوات المسلحة المصرية هي حماية الدولة وحماية أراضيها، وكذلك حماية حدودها على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
وفي نفس الوقت فإن للزيارة رسالة لدول الإقليم بأن الجيش المصري في جاهزية تامة، وحريص على حماية أمنه القومي، وأن مصر لم ولن تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء لسيادتها.
ولعل الرسالة الأهم موجهة للكيان الصهيوني  تحديدا والحكومة الإسرائيلية، فى ظل ما يطلقه رئيسها من تصريحات مستفزة للجانب المصري، سواء تأكيده استمرار قواته في محور فيلادلفيا ضاربا عرض الحائط بجميع الاتفاقيات والقوانين الدولية، أو اتهامه لمصر بمساعدة حماس ووجود أنفاق تصل من خلالها المساعدات إلى الحركة داخل القطاع، و كذلك حديثه ومن خلفه خريطة لا توجد عليها حلايب وشلاتين ضمن الحدود المصرية.

الخبراء يرون أيضا أن الزيارة جاءت في توقيت بالغ الحساسية، ليس فقط بسبب الحدود مع غزة، ولكن كذلك هناك توتر شديد يخيم على العلاقات المصرية الإثيوبية، بسبب الملء الخامس المنفرد من إثيوبيا لسد النهضة وتصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي المستفزة.
وأكد أن تحرك رئيس الأركان في هذا التوقيت، يدل على اهتمام القيادة السياسية بحماية حدود الدولة ضد أية مخاطر مؤكدين أن الزيارة لها بعد داخلي للقوات المسلحة نفسها، بتفقد رئيس الأركان لقواته على الحدود المشتركة،للرفع من روحهم المعنوية وطمأنتهم بأن الدولة قيادة وشعبا خلفهم إذا حدث أي نوع من التوتر، بأن الجيش المصري  كعهدنا به دائما قوى ومتماسك وأن الرجل الثاني في الجيش برفقة كبار القادة يقومون بجولات تفقدية حتى لو في أبعد النقاط الحدودية .
وكانت  مصر قد تمسكت بشكل صارم وقاطع بانسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا ومعبر رفح وتسليمه للجانب الفلسطيني، وكذلك أعلنت رفضها القاطع لتصريحات نتنياهو، حول معبر فيلادلفيا وزعمه أنه شريان الحياة لحماس بسبب تهريب السلاح من خلاله وهي أكاذيب للتغطية على فشله في غزة، و ترويجه لتهريب السلاح من مصر،  أكذوبة أخرى لتبرير فشل حكومته في السيطرة على تهريب السلاح من إسرائيل إلى قطاع غزة .
كل ذلك يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية فقدت مصداقيتها بشكل كامل داخليا وخارجيا ولا تزال مستمرة في ترويج أكاذيبها للتغطية على فشلها.

عصام عمران 
[email protected]