يقيني أننا مازلنا نعيش أجواء الإنتخابات الرئاسية، والتي حظي فيها المرشح عبد الفتاح السيسي بأغلبية كاسحة وصلت إلى مايزيد على 89% من جملة الأصوات الصحيحة التي خرجت للأدلاء بأصواتها.
وقد أعلنت اللجنة المشرفة على الإنتخابات برئاسة المستشار وليد حمزة نائب رئيس محكمة النقض نتيجة الإنتخابات الإثنين الماضي بإعلان فوز المرشح عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية لفترة رئاسية جديدة.
تبع النتيجة إندلاع مظاهرات الفرحة من أنصار الرئيس في شوارع وميادين القاهرة والمحافظات.
ولكن أعجبني تلك اللفتة الممتازة التي بادر بها الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب ظهور النتيجة بمقابلة المنافسين له وهي تعني أن سموا في العلاقة بين المرشحين وبعضهم البعض، لأن الجميع بكل تأكيد كانوا ومازالوا يبغون مصلحة الوطن.
وقد رأيت بما لا يدع مجالا للشك في تلك الإنتخابات أن الشعب خرج للأدلاء بصوته بعدما بدأ يستشعر الخطر الداهم الذي يحيط بلده من كل جانب.
وأنهم أى الشعب عازمون هذه المرة تحديدا على رد الجميل للرئيس عبد الفتاح السيسي لكي يكون نجاحه بإرادة شعبية خالصة.
والناس نزلت من منازلها طوعة وهو ما يفكرني بما كان عليه الوضع في الثلاثين من يونيه عام 2013.
ما أشبه الليلة بالبارحة فقد كان يحاك للدولة المصرية خطر عظيم وكان يمكن أن تباع مصر لتيار أعد العدة للإجهاز على مايسمي بالدولة المصرية في الرابع من يوليو من عام 2013 ولكن كان المشير عبد الفتاح السيسي في قمة اليقظة والوطنية والمبادرة في إجهاض كل تلك المحاولات وقطع الطريق على كل متربص بالدولة المصرية وتغيير هويتها وإنهاء حصارا كان سيبتلع البلاد في لحظة وفي طرفة عين.
أثبت الشعب المصري ..أنه شعب لديه مكنون إجتماعي راسخ، لايمكن أبدا أن ينسى من وقف معه ومد له يد العون وقد جاءت نتيجة الإنتخابات التي راهن عليها الكثيرين لتكون ردا رائعا للسيد عبد الفتاح السيسي لما فعله في عام 2013 وأيضا لكي يستكمل ما بدأ من مشروعات تنموية وإستكمال رؤيته حول ما ينبغي أن تكون عليه مصر حتى عام 2030.
أصطف الشعب في طوابير أمام اللجان على مدار ثلاثة أيام لكي يدلوا بصوته في الإنتخابات بعد أن تصور بعض المتربصين بالبلاد أن خروجا للإنتخابات لن يحدث ولما لا والأسعار تواصل الإرتفاع بشكل جنوني وهي اللعبة التي غذاها دعاة الفتن والتربص بين الناس لدرجة أن البصل أول يوم في الإنتخابات أرتفع سعر الكيلو من 25 جنيه إلى 40 جنيه وهو شغل ممنهج لضرب الإنتخابات في اليوم الأول ولكن الشعب كان لسان حاله هكذا كما ذكر لي القس خليل إبراهيم أحد القسوس الإنجيليبن بأننا نتقبلها ويتقبلها الناس بأن تشتعل الأسعار ولا تشتعل النيران في البلاد.
وقد كان بالفعل وضرب الشعب المصري رقما قياسيا في الحضور أمام اللجان وفاز من يستحق الفوز.
ويمكن القول أن فوز الرئيس في تلك المرة كما المرات السابقة جاء بلا فواتير، وهو فوز يساعده في أن يستكمل مسيرته لمصلحة الناس والوطن وليس لمصلحة أى فئة في الوطن ..الجميع تظاهر وأحتفل وربما أصحاب الأنتصار الحقيقيين وهم الشعب لم يخرجوا لأنهم خرجوا يوم الإنتخابات، وهو شعب يشبه الأسد النائم الذي يستيقظ متي طلب منه أو جاءت الحاجة إليه.
فرح وأحتفل من أحتفل والفرح حق مشروع للجميع ولكن الشعب هو صاحب الإنتصار الحقيقي للرئيس السيسي، ومثلما قولت شعب ذات مهام تنتهي مهمته يعود إلى ثكناته وليس له في أن يلف في الشوارع ويحتفي أو يحتفل لأنه يعرف أن الرئيس قد وضع على كتفه هموم مايزيد على مائة مليون مواطن يريدون أكلا وملبسا وعملا ومياهاوكهرباءا وإتصالات ومواصلات ..أعباء الرئيس تحتاج إلى تكاتف كل من هو قادر وكل من يتولي مسئولية لكي نأخذ البلد للأمام وتتخلص من كل ما يحاول العودة بها للوراء .
البلد تحتاج حكومة تعمل بما يتناسب مع فورة التكنولوجيا العالمية الآن ..حكومة تحرر البلاد من الروتين القاتل في غالبية مؤسسات الدولة وتجهز على كل رأس فاسدة أو معطلة للأنتاج وأن تلغي الوساطة والمحسوبية بل وتجرمها لأنها من المعطلات وتأخر البلاد وتدني التنمية في طول البلاد وعرضها.
حكومة تفكر وتعمل وتكون لها خطط واضحة المعالم وتكون مبادرة وليست وزارة رد فعل.
حكومة تدرك أن أمامها ملفات تهم كل مواطن مثل التعليم والصحة والتكنولوجيا وكل ما يتعلق بأى بارقة أمل تنهض بالبلاد والعباد.
فالرئيس على عاتقه أعباء ليست سهلة وهو في حاجة لكل يد وطنية قادرة على البناء، ولاسيما وأن البلاد تمر بأخطر مرحلة يمكن أن تواجهها خلال الفترة القادمة في ظل وجود مخاطر كبيرة تحيطنا من كل جانب إضافة إلى ما تتعرض له القيادة السياسية من ضغوط خارجية بسبب ملفات معلومة للقاصي والداني.