ديننا دين سلام وأمان ولا يقر العدوان بكل صوره وأشكاله ويرى أن العدوان ظلم ينبغى أن يقاومه الانسان بكل ما يملك من قوة.. والضعيف دائما تهدر حقوقه وتغتصب أرضه وتهدر كرامته، ويعيش فى ذل وهوان وخاصة فى هذا العصر الذى اختفت منه قيم الرحمة والعدل والمساواة فى العلاقات الدولية، واهدرت فيه الحقوق على أيدى أدعياء حقوق الإنسان فى العالم.
لذلك كان الاستعداد الدائم لدفع الظلم ورد العدوان مطلبا قرآنيا فالله سبحانه وتعالى يقول: " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم".. والاستعداد بالقوة لا يعنى الاغترار بها والعدوان على الآخرين.. بل يعنى أن تكون دوما فى وضع الاستعداد للدفاع عن نفسك ووطنك وعرضك وكرامتك، وهو حق تكفله كل الشرائع السماوية، والمفترض أيضا القوانين والمواثيق الدولية.
القوة العسكرية والعلمية والاقتصادية هى التى توفر للدول فرص الدفاع عن نفسها، وهى التى تفرض على الآخرين احترامها، ولذلك لا ينبغى لأية دولة عربية أن تعيش فى أوهام شعارات السلام، فقد أكدت جريمة الحرب على غزة وإبادة شعبها أننا نعيش الى جوار عدو لا يعرف قيمة السلام، وليس له عهد ولا أمان، ويغتر طوال الوقت بقوته، ويستخدم تلك القوة فى الظلم والعدوان بصورة لم يشهد لها العالم من قبل مثيلا.
**
مجرد الاستعداد للعدو يحقق لك الأمان خاصة إذا ما ابتلاك الله بجار مثل الكيان الصهيونى لا يقيم لقيم السلام وزنا، فيحقق استعدادك له الردع ويفكر ألف مرة قبل أن تسول له نفسه المريضة العدوان عليك.
لذلك كان ضروريا أن يتسلح الجيش المصري بأحدث الأسلحة، وأن يكون دائما فى وضع الاستعداد، رغم ارتباطنا بمعاهدة سلام مع الصهاينة بعد أن قهرهم أبطال مصر فى حرب أكتوبر ١٩٧٣.. قهر الجيش المصرى جيش الاحتلال الصهيونى الذى ملأ الدنيا شعارات جوفاء، وادعى أنه جيش لا يقهر، فقهره أبناء مصر الأبطال وعلموا عليه بشهادة العالم كله، ولم تستطع إسرائيل- ومن خلفها أمريكا- أن تصمد أمام بسالة المصريين جيشا وشعبا.
**
الترسانة العسكرية الهائلة التى تتسلح بها اسرائيل والتى تستخدمها حاليا ضد شعب أعزل وتقتل بها الأطفال والنساء والشيوخ فى قطاع غزة تفرض على العرب جميعا أن يستعدوا لهذا العدو اللدود الذى انتزعت من داخل نفوس قياداته وجنوده كل معانى الرحمة والانسانية فقتلوا ودمروا وعاثوا فى أرض فلسطين وعدد من الدول العربية فسادا.
على الدول العربية أن تدرك أنها لن تعيش فى أمان الى جوار جيش أهوج يحركه متعصبون كارهون للعرب والمسلمين.. لذلك على الجميع أن يكون على أهبة الاستعداد لرد العدوان إذا ما أقدمت هذه الدولة الشيطانية على العدوان على جيرانها أو على أصحاب الأرض التى اغتصبتها وشردت أهلها وسرقت ثرواتهم وصادرت كل حقوقهم.
لذلك .. نحمد الله على نعمة الجيش المصرى وما يمتلكه من عناصر قتالية قادرة على ردع أى معتد أثيم.. نحمد الله على ما يمتلكه جيش مصر من رجال بواسل قادرون على أن يذهلوا العالم ببسالتهم وصمودهم وقصص تضحياتهم من أجل تراب هذا الوطن.
كل الأحداث التى مرت وتمر بنا والفوضى الأمنية التى تحيط بحدود مصر أكدت أهمية تسليح الجيش المصرى بأحدث الأسلحة وأهمية تنوع مصادر السلاح وأهمية رفع القدرات المهارية للمقاتل المصرى وتسليحه بتكنولوجيا استخدام الأسلحة الحديثة.. وكل ذلك نجنى ثماره الآن طمأنينة على الوطن وشعور بالاعتزاز بجيش مصر الوطنى، وفخر بوحدة هذا الجيش ووطنيته وقدرته على الردع.
جيش مصر القوى لا يعتدى ولا يغتصب حقوق الآخرين وله عقيدة قتالية أخلاقية لا تتوافر لكثير من جيوش العالم، فهو جيش ينتصر للحقوق، ويفرض على الآخرين التفكير ألف مرة قبل التهور والدخول فى مواجهات مع دولة تستند الى جيش قوى قادر على الزام الآخرين بموازين الحق والعدل.. وهذا ما أخبرنا به الخالق سبحانه فى قوله عز وجل فى قوله سبحانه:"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" فهناك نوعية من البشر لا ترتدع بالعقل، ولا تعترف بالحقوق، ويسيطر عليهم الطمع والجشع، ولا يرتدع هؤلاء إلا بالقوة، ولا يعودون الى الحق والعدل إلا بعد أن يروا من خصومهم ما يخيفهم ويزعجهم ويقلق مضاجعهم.
* *
من واجبنا أن نفتخر بأن لدينا جيشا قويا يتصدر قائمة الجيوش فى الشرق الأوسط وأفريقيا ويحتل مكانة متقدمة فى قائمة الجيوش العالمية.. جيش يعرف قدره المختصون فى الشأن العسكرى فى العالم.. جيش يحمى الحقوق ولا يعتدى.. جيش لديه عقيدة عسكرية أخلاقية ثابتة، لا يتدخل فى شئون الدول الأخرى- مجاورة أو غير مجاورة- جيش لا يحارب نيابة عن آخرين.. لكنه يتدخل وقت الضرورة لحماية من يستغيث به ويطلب منه الحماية.
هذا الجيش القوى لا يلتفت لسفاهات السفهاء ولا لحملات الخونة المأجورين الهاربين خارج مصر.. بل يظل ملتزما بضبط النفس يرتب أوراقه ويحشد المزيد من عوامل القوة، ويدرب ضباطه وجنوده، ويسهر على حماية حدود الدولة المصرية مترامية الأطراف، ويسهم مع الشرطة المصرية وقت اللزوم لحماية الجبهة الداخلية.
نظرة المصريين الشرفاء لجيش بلادهم تظهر فى كل المواقف، ويكفى أن تجد هذا الاقبال الجماهيرى الكبير من كل الأسر المصرية على إلحاق أولادهم بالكليات والمعاهد العسكرية، فهى الرغبة الأولى لكثير من شباب مصر الذين ينتمون لمختلف فئات المجتمع، الكل يتسابق من أجل الالتحاق بهذه الكليات ونيل شرف العمل فى منظومة الجيش المصرى.
كثير من السياسيين والعسكريين وخبراء الأمن العرب يسجلون كل يوم شهادات للجيش المصرى ويعبرون دائما عن اعتزازهم بجيشنا بعد أن رأوا الجيوش العربية تتفتت وتتقاتل ولا تستطيع أن تحمى أوطانها مما يجعلها معرضة دائما لتدخلات خارجية.
سيظل جيش مصر مصدر فخرنا رغم أنف الحاقدين.. سيظل جيش مصر قويا يرهب خصوم الوطن ويعيدهم الى صوابهم دون حرب أو فى ساحات المواجهة.