هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

كلام في الهوا 

مصر تقود الشرق الأوسط الجديد 

 

بداية لابد من الاعتراف علنا بقدرة القيادة السياسية المصرية علي إداره الملفات الصعبة بحكمه وصبر ،وبرؤية بعيده المدي من خلال العديد من السيناريوهات المحتمله ،والعمل علي أسوأها باتخاذ كافه الاجراءات والخطط للتعامل مع هذا الاسوأ ،بما يحقق ويحفظ الأمن والاستقرار للدولة المصرية وشعبها ،ولنا في هذا الرأي موقفان أولهما ملف غزه وثانيهما ملف السد الإثيوبي ،ولتكن البداية ملف غزه حيث كشفت الأيام الأخيره قبل ،وبعد توقيع ما يعرف باتفاق غزه في قمه شرم الشيخ للسلام برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب أن هناك تحولًا جذريًا في المشهد الإقليمي والدولي، حيث تدخل المنطقة في مرحلة “ما بعد الحرب” و”ما بعد الفوضى”، بمعني أخر بداية تأسيس نظام إقليمي جديد تقوده القاهرة وواشنطن معًا. واستعادة مصر لموقعها المركزي كقلب التوازن الإقليمي وصانعة السلام، كما يمثل امتداد مباشر لدورها التاريخي منذ كامب ديفيد،حيث ظهر كما يري المراقبون لما حدث في شرم الشيخ ونتائجه المتوقعه ان هناك ولادة لمحور استراتيجي جديد (مصر – أمريكا – قطر – أوروبا) يشكّل نواة النظام الإقليمي القادم،وإذا نظر  الي قائمه القادة المشاركين في القمة سوف تُظهر خريطة تحالف دولي – عربي جديدة، تضع أسس نظام شرق أوسطي جديد بعد عقود من الانقسام،وذلك تحت عنوان رئيسي واحد (لا تهجير.. ولا تقسيم.. فقط إعادة إعمار وضمانات)
بمعني أخر هو  وضع خطوط التحالف الجديد اللي هيقود الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد غزة ممثلة في وجود مصر القيادة السياسية والميدانية – الضامن الأساسي للاتفاق وإدارة معبر رفح، وأمريكا (ترامب) - الراعي الدولي وصانع اللقطة التاريخية – المحرك الدبلوماسي والإعلامي، علاوه علي وجود قطر وتركيا - وسطاء تمويل واتصال غير مباشر مع الفصائل الفلسطينية، ويبقي نقطه هامة تؤكد قدره الرئيس السيسي علي نجاحه في اداره الملف بذكاء شديد حيث كان وجود الاتحاد الأوروبي (فرنسا – ألمانيا – إيطاليا) - يمثل دعما سياسيا ومشاركة رمزية في حفظ الاستقرار وتمويل الإعمار،بالإضافة الي وجود دول إسلامية في قمه أعطي عمقا وزخما كبيرا للقضية الفلسطينية ،وأعادة تدويلها والاستفادة من الاعترافات الدولية بها بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ،والأمن الإقليمي للمنطقة.
اتضح ذلك من خلال تصريحات وزير  الخارجية الفرنسي إلى وجوب إعطاء غطاء دولي لهذا الاتفاق، ولمشاركة قوات دولية في مراقبة تنفيذه ،لافتا الي أهمية زياده أعداد عناصر الشرطة الفلسطينية التي تم تأهيلها في مصر والأردن وكندا" للقيام بمهام التأمين اليومية ،ودعمهم من قبل قوة دولية للاستقرار والأمن"،خاصة وأن هناك "عدة دول أبدت رغبتها في المشاركة في هذه القوة، معتبراً أنه "لتتمكن هذه الدول من القيام بذلك يجب أن يكون هناك تفويض من الأمم المتحدة"،وهو ما يتم العمل عليه حالياً في نيويورك ليصدر قرار عن مجلس الأمن يحدد إطار انتشار القوة الدولية".
الخلاصة:
إذن يمكن القول بأن مصر انتقلت من وسيط إلى قائد فعلي لمسار السلام ،وأمريكا انتقلت من راعٍ بعيد إلى شريك مباشر بفضل ترامب، يضاف الي ذلك حاله التفكك الداخلي الواضحه داخل اسرائيل سواء داخل المجتمع أو علي مستوي الصراع بين القياده السياسية والعسكرية (يلاحظ أن جلسة الحكومة الإسرائيلية للمصادقة على الاتفاق بدأت من غير حضور نتنياهو وهو ما يعكس حجم الانقسام الداخلي حيث بدأ رئيس الأركان الجلسة وقدم الإحاطة بنفسه،
وده معناه إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أصبحت هي المتحكمة في القرار مؤقتًا.) 
كما يري العديد من المراقبين أن اي اسرائيل تمر بأعمق انقسام سياسي من 20 سنة، وذلك كنتيجة مباشرة للدور المصري اللي أجبرهم على القبول باتفاق لم يكن في حساباتهم ،وكذلك الوجود الأوروبي في الملف حيث تبحث عن دورا لحماية مصالحها في مرحلة إعادة الإعمار.
بالمناسبة هناك البعض يري ان مكاسب ترامب في هذا الملف كثيرة خاصة علي مستوي الداخل الأمريكي ،كما نجح في أعاد تموضع امريكا في المنطقة ..وتلك قصه اخري.
وإذا انتقلنا لملف السد الإثيوبي سوف نلاحظ ان الرئيس السيسي نجح في تحويل "قنبله المياه الاثيوبيه "التي أطلقتها حكومه اديس أبابا الي فرصة إيجابية " بتنفيذ العديد من المشروعات التي ساهمت في تفتيت القنبله المائية المتوقعه ،وتحويلها الي اضافة ،وهذا حديث آخر بتفاصيل واقعية "طريق إتمام الملء لبحيرة السد بصورة غير منضبطة، ثم فتح المفيض الأوسط ومفيض الطوارئ لساعات معدودة لاستخدامها فقط كـ"لقطة إعلامية" واستعراض سياسي في ما سُمّي باحتفال افتتاح السد سبتمبر الماضي ،وذلك بعيداً عن أي اعتبار للسلامة المائية أو مصالح دول المصب،مما تسبب في حدوث اغراق العديد من المناطق بالسودان بتصريف نحو 2 مليار م³ من المياه المخزنة دون مبرر، بخلاف التصرفات الناتجة عن الفيضان نفسه، وهو ما فاقم من كميات المياه المنصرفة.
ويؤكد الخبراء أنه نتيجة لهذه الإدارة الأحادية وغير المسؤولة للسد الإثيوبي في تغيير مواعيد الفيضان الطبيعي "تحدث ذروته عادة في أغسطس"،وهو ما يعني في تعريف الخبراء بأن اثيوبيا قامت بإحداث "فيضان صناعي مفتعل" أكثر حدة وقوة في وقت متأخر من العام (جزء من شهر سبتمبر). 
كما يري المراقبون أن تصريحات الرئيس السيسي الأخيرة لم تكن مجرد تحذير تقليدي، بل رسالة إنذار حادة للمجتمع الدولي بأن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يخرج عن السيطرة.
خاصة بعد اجتماعه مع رئيس مجلس السيادة السوداني البرهان وتناولهما مستجدات ملف مياه النيل، وتأكيد الجانبان رفضهما القاطع لأي إجراءات أحادية تُتخذ على النيل الأزرق، بما يتعارض مع أحكام القانون الدولي ذات الصلة،و كذلك تشديد البرهان عقب الاجتماع مع السيسي على وحدة الموقف بين مصر والسودان، وتطابق مصالحهما إزاء قضية السد الإثيوبي، واتفاق الرئيسان، في هذا الإطار، على تعزيز وتكثيف آليات التشاور والتنسيق بين البلدين لضمان حماية الحقوق المائية المشتركة.

خارج النص:

الحق يقول أن التحديات التي تواجه مصر ورئيسها تتطلب تعظيم التكاتف والتلاحم بين أبناء الشعب، وأن ندعم بيقين لكل ما يقوم به الرئيس السيسي بعدما أعاد مكانة وقيمة مصر بلدنا الي مكانها الحقيقي والطبيعي ومن يعترض عليه أن يراقب بحيادية خطوات القائد.

بقلم:
عصام الشيخ 
[email protected]