جمعها وصنفها / محمد سعيد
((اهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيمَ)) آية 6 الفاتحة
والهداية نوعان:
هداية دلالة وإرشاد وعلم .. وهي الدلالة التي يملكها الرسل، والعلماء والدعاة.
هداية دلالة توفيق وعمل .. وهي الدلالة التي لا يملكها إلا ربّ العزة والجلال
فالعبد حينما يدعو بهذا الدعاء العظيم ينبغي له أن يستحضر هذا المطلب العظيم، وما دلّ عليه من معانٍ جليلة، فيقول: أي يا ربنا دلّنا وأرشدنا، ووفقنا إلى التمسك بصراطك المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، الموصل إلى دارك جنات النعيم، فإن من ثبت عليه في الدنيا، ثبت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط
كما ورد في مدارج السالكين وتفسير ابن عثيمين
وقوله: ((صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)) فيه توسل إلى اللَّه تعالى بنعمه، وإحسانه إلى من أنعم اللَّه عليه، وإحسانه إلى من أنعم عليه
بالهداية، وهذا من التوسلات الجليلة، التي يحسن بالداعي الاعتناء بها حال دعائه.
فالداعي يقول: ((قد أنعمت بالهداية على من هديت، وكان ذلك نعمة منك، فاجعل لي نصيباً من هذه النعمة، واجعلني واحداً من هؤلاء المنعم عليهم، فهو توسّل إلى اللَّه بإحسانه...ولما كان سؤال اللَّه الهداية إلى الصراط المستقيم، أجلّ المطالب، ونيله أشرف المكارم.
اترك تعليق