هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

المبشرات بالجنة.. أم رومان بنت عامر

ثبت بالنص الصريح تبشير بعض النساء بالجنة. ومنهنَّ: أم رومان بنت عامر وتُعرف بأم أيمن. 


تسابق عدد كبير من الفضلاء في رواية ترجمة حياة هذه الصحابية الجليلة. فقد جاء في "سير أعلام النبلاء" و "أسد الغابة": هي أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية. وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب": يقال: أم رومان بفتح الراء وضمها.. وذكر ابن إسحاق أن اسمها زينب. وجاء في "الإصابة" أن اسمها دعد. ولكن الذي اشتهرت به كنيتها أم رومان.

نشأت في منطقة السّراة من جزيرة العرب. وتزوجت رجلا هو عبد الله بن الحارث بن سخبرة الأزدي. فولدت له الطُّفيل بن عبد الله وكان زوجها عبد الله بن الحارث يرغب في الإقامة بمكة أم القري فانتقل إليها وأقام مع أسرته فيها. وعلي ما جرت عليه عادة الحلف في الجاهلية. رأي عبد الله بن أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة خير حلف. فحالفه. وبقي هناك حتي توفي. وخلّف وراءه زوجة وطفلها دون معيل لهما. يعانيان آلام الغربة والوحدة. ولكن أم رومان لم تبق وحيدة لفترة طويلة.. فقد تزوجها أبو بكر الصِّدّيق رضي الله عنه. وعاشت في كنفه حيث وجدت فيه كل الخصال الحميدة والمعاني الكريمة. وولدتْ له عبد الرحمن وعائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلّم.

ولم تُخطئ أم رومان بقبولها الزواج من أبي بكر رضي الله عنه. فقد كان صاحب نجدة ومروءة وسخاء وكرم. وكان كما وصفه ابن الدِّغنّة لقريش لما همّ أبو بكر أن يهجر بلده: "أتُخرجون رجلا يُكسب المعدوم. ويصلُ الرحم. ويحمل الكَلَّ. ويُقري الضيف. ويعين علي نوائب الدهر؟".

وتظهر صفات الصِّدّيق هذه بزواجه من أم رومان إذ رحم حالها. وأحسن عشرتها. وأكرم ابنها الطفيل ورباه كأنه ولده.

قالت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: "لم أعقل أبويّ إلا وهما يدينان الدين".

وتلقت أم رومان تعاليم الشريعة. وكانت مسرورة بزيارة الرسول الأكرم صلي الله عليه وسلّم لزوجها الصديق. وأخذت تبذل ما في وسعها لإكرامه. وذكر ابن سعد أن النبي صلي الله عليه وسلّم كان يوصي أم رومان بعائشة ويقول: "يا أم رومان استوصي بعائشة خيرًا واحفظيني فيها".

وكانت أم رومان تتألم لما يلحق بالمسلمين من العذاب علي أيدي المشركين. وكانت تسمع النبي صلي الله عليه وسلّم يحثهم علي الصبر. فكان يسعدها أن تري زوجها الصديق ينقذ المؤمنين المستضعفين من العذاب. فيعتقهم من خالص ماله. فتشد أزره وتعاونه في عمله الطيب المبارك ولو بالكلمة الطيبة.

وكانت أم رومان امرأة صالحة. ولها فضل السبق في مضمار الهجرة. وبعد أن أكرم الله المؤمنين في غزوة بدر. تزوج النبي صلي الله عليه وسلّم عائشة في شوال من السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة. وكانت أم رومان قد هيأت عائشة لتكون في بيت النبوة. فأحسنت تربيتها وزوّدتها بالقرآن والأدب.

توفيت أم رومان في عهد النبي صلي الله عليه وسلّم في ذي الحجة سنة ست من الهجرة.. وكان لوفاتها رضوان الله عليها أثر كبير في نفس الرسول الكريم صلي الله عليه وسلّم وكذلك في نفس ابنتها وزوجها. ولكن الله أكرمها بكرامة عظيمة. فقد نزل رسول الله صلي الله عليه وسلّم إلي قبرها واستغفر لها.

ويروي أن النبي العظيم صلي الله عليه وسلّم لم ينزل في قبر أحد إلا خمسة قبور. ثلاث نسوة ورجلين. منها قبر السيدة خديجة في مكة المكرمة. وأربعة في المدينة. منها قبر أم رومان في البقيع حيث دعا لها هناك وقال: "اللهم إنه لم يخفَ عليك ما لَقيت أم رومان فيك وفي رسولك".. ومن رصيد أم رومان من البشائر أنها روت عن النبي صلي الله عليه وسلّم حديثًا واحدًا انفرد بإخراجه الإمام البخاري رحمه الله.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق