عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ بعدَ صلاةِ الفجرِ ((اللهمَّ إني أسألُك رزقًا طيبًا وعلمًا نافعًا وعملًا متقبلًا)) أخرجه الطبراني وابن ماجه، وأحمد
دعاء مبارك كان صلى الله عليه وسلم يستفتح به يومه لأن الصباح بداية اليوم، ومنه تنطلق همّة المسلم نحو أهدافه ومقاصده، فجاء هذا الدعاء ليحدد أولويات المسلم اليومية بدقة. وهي العلم النافع، والرزق الطيب، والعمل المتقبل.
هذه المقاصد الثلاثة دون غيرها، أجمع للقلب، وأضبط لسير العبد، ومسلكه في هذه الحياة، وعليها الفلاح في الدنيا والآخرة. وتأمّل كيف بدأ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء بسؤال اللَّه العلم النافع، قبل سؤاله الرزق الطيب، والعمل المتقبَّل.
العلم النافع أساس صلاح القول والعمل، وبه يُميز الحق من الباطل، والرشد من الغي، وهو العلم الذي يلامس القلب فيثمر خشوعًا وسكينة.
الرزق الطيب، وهو الحلال الذي يرضي الله ويكون سببًا في قبول الدعاء والعمل، إذ لا يُقبل إلا الطيب.
العمل المتقبل، لأن القبول لا يكون إلا إذا كان العمل خالصًا لله، وعلى هدي النبي ﷺ.
هذا الدعاء النبوي لا يقتصر على الألفاظ، بل يعلّم المسلم منهجًا للحياة: أن يسعى كل صباح لتحقيق هذه المقاصد الثلاثة، مع استحضار نية التوكل والاعتماد على الله، ثم مباشرة العمل وبذل الأسباب، وهذا هو كمال السعي والعبادة.
فهو دعاء عظيم الشأن، كبير النفع، يجدر بكل مسلم أن يحرص عليه كل صباح، تأسّيًا بالنبي ﷺ، وطلبًا للفلاح في الدنيا والآخرة.
اترك تعليق