يوم الجمعة هو يوم تجتمع فيه البركة والخير، وخصَّه الله بفضل عظيم، فقد خُلق فيه سيدنا آدم عليه السلام، وفيه ساعة لا يُرد فيها الدعاء. والزواج في الإسلام، فهو عقد مقدس يُبنى عليه أساس الأسرة المسلمة التي هي نواة المجتمع. وقد شُرع الزواج لتوثيق أواصر المودة والرحمة بين الزوجين، وتحقيق السكينة والاستقرار. واختيار المسجد كمكان لعقد النكاح يُعد اختيارًا مثاليًّا فهو يوم يجتمع فيه الخير من كل جوانبه، ويبعث برسالة عن أهمية البدء بالحياة الزوجية بروح طيبة ومباركة.
وذكرت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز للإنسان أن يعقد نكاحه في أي يوم يناسبه؛ سواء كان ذلك يوم جمعة أو غيره من الأيام، واختيار يوم الجمعة لعقد النكاح فيه مستحبٌّ؛ لأنه خير يوم طلعت عليه الشمس، وهو يوم مبارك، وهو يوم عيدٍ للمسلمين.
والجمعة خير يوم طلعت فيه الشمس، وهو يوم مبارك، وهو يوم عيد للمسلمين، لكن لا يتعين لعقد النكاح يوم معين من أيام الأسبوع، ولا أيام السنة، بل للمرء أن يعقد نكاحه في أي يوم اتفق له، سواء كان ذلك يوم جمعة، أو غيره من الأيام. وقد استحب الفقهاء عقد النكاح يوم الجمعة؛ لأن جماعةً من السلف استحبوا ذلك، منهم سمرة بن حبيب وراشد بن سعيد.
قال الإمام ابن الهمام في "فتح القدير" (3/ 189، ط. دار الفكر): [ويستحب مباشرة عقد النكاح في المسجد؛ لأنه عبادة، وكونه في يوم الجمعة] اهـ.
وقال الإمام النفراوي المالكي في "الفواكه الدواني" (2/ 11، ط. دار الفكر): [ويستحب كون الخطبة والعقد يوم الجمعة] اهـ.
وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (7/ 435، ط. مكتبة القاهرة): [ويستحب عقد النكاح يوم الجمعة؛ لأن جماعة من السلف استحبوا ذلك؛ منهم ضمرة بن حبيب، وراشد بن سعد، وحبيب بن عتبة؛ ولأنه يوم شريف، ويوم عيد، فيه خلق الله آدم عليه السلام] اهـ.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اترك تعليق