د.وليد هندي: الحياة مجموعة من الخبرات المتباينة والمتضاربة
تهيئة النفس لتلقي الاخبار الحزينة والبعد عن الوحدة والعزلة
د. تامر شوقي: الإفصاح عن الانفعالات الداخلية ..جزء من العلاج
رضوي غريب: الاهتمام بالوازع الديني وتعلم مهارة تقبل الأمر الواقع قيمة مهمة
الصدمة حدث مؤلم يزعزع إحساس الإنسان بالأمان ويهدد سلامتة النفسية والجسدية فالصدمة ألم يصعب علي الشخص تحملة ويترك في النفس شعورا بالعجز و ويعيش بعدها الإنسان في دوامة من المشاعر السلبية والذكريات المؤلمة والقلق المزمن فصدمة الفراق سواء بفقد عزيز بالموت او بالانفصال عنة ازمة يتعرض لها كل شخص في الحياة وقد يستغرق الشخص المصدوم وقتا في تخطي الألم والتغلب علي مشاعر الأسي والحزن فالتعافي من الصدمة لا ينتهي تماما ولكن يترك في نفسة ذكريات اليمة تجعلة يبتعد عن الناس ويصاب الأمراض النفسية والجسدية.
د. وليد هندي استشاري الصحة النفسية: يمر الانسان بمجموعة من الخبرات الحياتية ما بين النجاح والفشل وحدوث وفاة لشخص عزيز علينا. فالحياة مجموعة من الخبرات المتباينة والمتضاربة التي تشكل سلوك الشخص والتي تؤثر في حالتة النفسية وأقصي هذة الخبرات واقساها علي النفس هي فقدان عزيز وفي هذا الوقت يترتب علية مجموعة من الامراض الصحية والنفسية التي تصل مع الانسان لفترات طويلة جدآ.
فهذة الأزمات تحتاج إلي مهارة خاصة للتخفيف من حدتها لأنة ثبت علمياً أن الانسان إذا فقد عزيز لدية وعندما يبلغ بالخبر يصاب بمجموعة من الأمراض في هذا الوقت وعلي رأسها ضعف الجهاز المناعي للشخص بعد تلقية خبر الصدمة ويؤدي أيضا الي إصابتة بأمراض القلب فهناك دراسة أجريت منذ عام علي 249 شخصاً فقدوا اطفالهم اصابهم 404 مرضي في السنة الاولي من الوفاة وأصابوا نتيجة فقدان أبنائهم .فالصدمة النفسية يمكن ان تتسبب أيضاً في الاصابة بالأمراض مثل الذبحة الصدرية والصداع النصفي والام الصدر والشلل في بعض الاوقات وايضا يمكن ان يصاب المصدوم بالاكتئاب والقلق المزمن
وبصفة عامة فإن الإنسان الذي يتلقي خبر الصدمة يصاب فوراً بضعف في عضلة القلب فاحتمال حدوث النوبات القلبية تزيد بحوالي بمعدل 21 مرة عن الشخص العادي في الساعات الاولي بعد تلقي الخبر وتظل آثار الصدمة موجودة لدية ولمدة اسبوع وبعد الاسبوع الأول تزيد الإصابة بمعدل ست مرات عن أقرانة المصابين بالأمراض المزمنة.
يوضح ان المصدوم يصاب أيضاً "بمتلازمة القلب المنكسر" فهي من اكثر المتلازمات النفسية التي تترتب علي الحزن والفقدان فمع نوبات الحزن والشعور بالكآبة والبكاء الحاد والهستيري يتسبب ايضا في حدوث مشكلات في المعدة والقولون وحدوث اضطرابات في النوم وتقلب المزاج وفي بعض الأوقات ينتاب المصدوم الشعور بالذنب الذي يؤدي بة الي الموت ويعجل بوفاة صاحبه لذلك ينبغي أن يتم تهيئة النفس الي الوفاة والتاقلم عند حدوث الاخبار الحزينة وان يستعين باللة عز وجل وعلي الاصدقاء التدرج في الإفصاح عن الأخبار الحزينة ونقلها بصورة هادئة حتي تكون أخف علي الشخص وان يتخطي أزمتة بسرعة وبدون اي آثار لها.
د. تامر شوقي- أستاذ علم النفس التربوي- يقول: صدمة فقدان شخص عزيز أو حبيب من أقوي الصدمات والضغوط التي تواجهها أي انسان وتسبب لة اضطرابا شديدا في حياتة قد تصل في بعض الحالات إلي إصابة الشخص صاحب الفاجعة بأمراض جسمية أو نفسية خطيرة قد تتسبب في وفاته. لذلك لا بد ان يتبع الفرد بعض الطرق لتجاوز هذة الصدمة أو الفاجعة وتتضمن هذة الطرق الثقة والايمان بقدر اللة وأنة دائما ما يختار الخير لنا. أيضا لابد من النظر الي الجانب الايجابي من الفراق مثلا لو كان الفراق بوفاة المحبوب يكون التفكير بأن اللة رحمة بدلاً من أن يعذب بالمرض. كما يجب علي الفرد الإفصاح دائما عن انفعالاتة السلبية مثل الحزن والألم والغم والتنفيس فيها لان كتمان تلك الانفعالات قد يسبب الأمراض. ولا بد أيضا للفرد من طلب المشورة من الأشخاص الأكبر سنا وخبرة حول كيفية التعامل مع ما يواجهة من أحزان واكتئاب . ويجب علي الفرد أيضا تجنب الإفراط في التفكير في هذا الموضوع والتفكير الإيجابي في الحياة. واخيرا لا بد للفرد أن يسعي لتحقيق النجاح وتحقيق ذاتة في الحياة مما يمكنة من تجاوز ازمة الفراق.
د.رضوي غريب الباحثة في علم النفس الإيجابي: في تلك الحياة نتعرض جميعا لفقد شخص سواء موت او فراق احد كنا نحبة ومتعلقين بة الي حد كبير ولكن في الحقيقة انهم يظلون عالقين باذهاننا طوال العمر خاصة فقدان عزيز بالموت. ولكن لكل منا لة طريقتة في التخطي فكلما كنت كان الوازع الديني قويا ومثقلا بة الإنسان ولدية وعي كاف بأن كل فقد ينتج عنة مكسب للشخص في نفسة فمثلا فقد شخص في علاقة عاطفية تعلمنا منها درساً كيف نكسب أنفسنا وتجعلنا نعرف حقوقنا وما يناسبنا قبل الدخول في أي علاقه. فلابد ان نعلم ان لا شيء يدوم للأبد حتي الشخص نفسة ومن حولة من اشخاص يحبهم ولكن لا ننسي ابدا ان فقدان أي شيء بعد التعود علية مؤلم فمن الطبيعي ان يشعر الانسان بحزن شديد بعد الفقد
فالانسان يمر بعدة مراحل بعد الصدمة أولها انكار الصدمة نفسها وتصل هذة المرحلة اسبوع بعد حدوث الصدمة .اما المرحلة الثانية فهي مرحلة الغضب فاحيانا يحب الشخص هذة المرحلة لانها تخلصه من التفكير وتفرغ شحنتة الداخلية من الغضب. اما المرحلة الثالثة وهي مرحلة التانيب فهذة المرحلة من أصعب المراحل التي يستغرقها الشخص فان الشخص يشعر بانة كان سبب في وفاتة فيكون العقل اللاواعي هو الذي يتحكم في المصدوم والمرحلة الأخيرة هي مرحلة التقبل وتكون هذة المرحلة هي مرحلة شفاء الشخص من الصدمة لأنة من خلالها يشعر الشخص أنة بدأ التخلص من الصدمة.
تضيف أن اعراض الصدمة هي الارتباك وصعوبة التركيز والغضب وتقلب المزاج والقلق والخوف والشعور بالذنب والشعور بالحزن واليأس والأرق و حدوث الكوابيس فلابد ان يقوم الانسان باتغباع هذة الخطوات حتي يتخلص من صدمتة بسهولة وهي أن يبتعد الشخص عن عزل نفسة عن الاخرين لان التواصل مع الاخرين يزيل من إحساس الصدمة ويحمي الشخص من الاصابة بالاكتئاب فلابد ان يحرص الشخص علي قضاء الوقت مع الاصدقاء بالاضافة الي امكانية بذل الجهد البدني مثل ممارسة رياضة المشي واليوجا او قيام الشخص المصدوم بتدوين يومياتة بعد حدوث الصدمة فهذة الطريقة مفتاح السعادة التي تزيل الصدمة بداخل الانسان .بالاضافة إلي الراحة والبعد عن الاماكن التي يكون فيها ذكريات مؤلمة .
تضيف انة لابد ان نغرس في ابنائنا قيمة مهارة تقبل الواقع وان التعلق باللة الواحد الاحد هو الامر الحتمي وأنة اذا احب شخصا يتذكر دائما انة مفقود يوما.
اترك تعليق