هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أنت تسأل والمفتي يجيب.. زيارة المقابر في يوم العيد جائزة

هكذا تتلافي الجمعيات الخيرية تأخير زكاة عيد الفطر

السنة المشرفة حثت علي صيام ستة أيام من شوال عقب إتمام صوم رمضان

لا مانع من أداء فريضة الحج عن ذوي الهمم

وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. عرضنا بعضها علي فضيلة د.شوقي علام مفتي الجمهورية. رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم. فأجاب بالآتي:


 ما حكم زيارة المقابر في يوم العيد؟

** زيارة المقابر مندوب إليها في جميع الأوقات» لأن الأمر بها جاء مطلقًا. فشمل ذلك جميع الأوقات. وتزيد أفضلية زيارتها في الأيام المباركة التي يلتمس فيها مزيد العطاء من الله تعالي. ومنها أيام العيدين» لما في ذلك من استشعار معاني الصلة والبر. والدعاء بالرحمة والمغفرة لمن توفي من الأهل والأقارب. ولْيُراعَ عدم تعمد إثارة الأحزان. وعدم التلفظ بألفاظ الجاهلية والاعتراض المنهي عنهما.. حيث إن الشرع الشريف استحبَّ زيارة القبور ورغَّب إليها» لما في زيارتها من تذكر الآخرة. والزهد في الدنيا الفانية. وترقيق القلوب القاسية. والردع عن المعاصي. وتهوين ما قد يلقاه المرء من المصائب.

نحن جمعية خيرية تقوم بجمع التبرعات وزكاة المال والصدقات وزكاة عيد الفطر. وتقوم الجمعية بجمع كثير من الأموال. خاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان. مما يجعل هناك قليلاً من الوقت لتوزيعها علي من يستحقها. فما هو حكم الدين في توزيع زكاة الفطر في أيامي بعد شهر رمضان لِتَصِلَ إلي مستحقيها؟
** أولاً: يجب علي الفرد أن يخرج زكاة فطره قبل نهاية يوم العيد عند الجمهور والحسن بن زياد من الحنفية. خلافًا لجمهور الحنفية» فإن وقت أداء زكاة الفطر عندهم هو العمر كله مع قولهم باستحباب إخراجها قبل صلاة العيد. غير أنهم اتفقوا علي عدم سقوطها بخروج وقتها» لأن خروجها في وقتها من حقوق الله تعالي. وهي تُكفَّر بالتوبة والاستغفار» لأن حقوق الله مبنية علي المسامحة. أما وصولها لمستحقيها فهو من حقوق العباد التي لا يخرُج المكلف من عهدتها إلا بأدائها» لأنها مبنية علي المشاحَّة.
فإذا سلم الفردُ زكاة فطره قبل يوم العيد للجهات والمؤسسات الخيرية التي تُعنَي بإيصالها لمستحقيها فقد أدَّي بذلك ما عليه. وصدق عليه أنه أخرج زكاة الفطر في وقتها الذي يأثم بتجاوزه عند الجمهور. فإذا تسلمتها الجهة المعنية بإيصالها إلي مستحقيها فهي مكلَّفة شرعًا أن تسعي في إيصالها للمستحقين بقدر الإمكان قبل غروب شمس يوم العيد» تحقيقًا لمقصود زكاة الفطر» فإن مقصودها الأعظم هو كفاية حاجة الفقراء في يوم العيد والتوسعة عليهم فيه. وهو المعني الذي حَرُم من أجله تأخيرها عن يوم العيد عند الجمهور. وقد أشار النبي صلي الله عليه وآله وسلم إلي ذلك بقوله: "أَغْنُوهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ".
يمكن للجمعية أن تتلافي التأخير بحساب معدل إجمالي لإنفاق زكاة الفطر في العام. وتوفر من مصارفها ما يوازي وتخصصه لزكاة الفطر» لتخرجه للمحتاجين قبل انقضاء مدة إعطاء الزكاة في العيد. ثم تنظر بعد ذلك» فإن نقص ما تلقته من المزكِّين عما أخرجته فذاك. وإن زاد ما دفعه المزكون عما أعطته الجمعية فإن لها حينئذ أن تنظم صرفها وإعطاءها متي شاءت حسبما تتحقق به مصلحة الفقراء والمستحقين. حتي لو اقتضي ذلك تأخيرها لما بعد غروب شمس يوم العيد» لأن هذه الجمعيات شخصيات اعتبارية تقوم ببعض مهام الخير التي كان يقوم بها بيت المال» من رعاية الفقراء والمساكين. وكما أنّه يجوز لها أن تقبل وكالة الناس لها بأخذ زكوات الفطر. فلها أيضًا أن تتصرف في هذه الزكوات كالوكيل عن الفقراء والمحتاجين بما هو أنفع لهم وأكثر زيادة لنسبة استفادتهم. وذلك كله من عمل الخير الذي تُثاب عليه الجمعية شرعًا.. مع التنبيه علي أن ذلك لا ينبغي أن يكون ذلك أمراً عامًّا تُصرَف فيه كلُّ زكوات الفطر فيكرَّ علي مقصودها» إذ لا ينبغي العدول عن المقصود التكافلي في العيد إلي غيره من معاني التكافل ومصارف الزكاة ما دام الناس محتاجين إلي من يُغنيهم يوم العيد كما هو ظاهر في بعض المجتمعات التي لا يجد الكثير من الناس فيها ما يُوسِّعُون به علي أهليهم يومَ العيد.
هذا كله إذا لم يشترط عليكم مَن يعطيكم زكاة فطره شيئًا. أما إذا اشترط إعطاء زكاته بعينها لمستحقيها قبل يوم العيد فلا مناص لكم -إذا أخذتموها بهذا الشرط- مِن وجوب صرفها قبل انتهاء يوم العيد كما اشترط مُخرِجُها» لأنكم وُكَلاء عنه في توزيعها. وتَصَرُّفُ الوكيل مَنُوطى بإذن الوكيل» صراحةً أو ضمنًا.
لكن يمكنكم الخروج من هذه التبعة بالبيان الإجمالي أنكم ستخرجونها علي الوجه الشرعي الصحيح الذي تبرأ به ذمةُ المكلَّف وتقع به زكاةُ فطرِه موقعَها. فإن قَنِع بذلك مِن غير تفصيل فذاك. وإلا فيلزمكم إخراجها علي الوجه الذي اشترطه عليكم إذا أخذتموها منه علي ذلك.

ماذا ورد في فضل وثواب صيام ستة أيام من شهر شوال -الستة الأيام البيض-؟
** ورد في السنة المشرفة الحثّ علي صيام ستة أيام من شوال عقب إتمام صوم رمضان. وأنَّ ذلك يعدل في الثواب صيام سنة كاملة» فروي الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالي. كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر".
وتفسير ذلك يعدلُ هذا القدر من الثواب. هو أنَّ الحسنة بعشر أمثالها» روي البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: "إِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا". وعليه: فصيام شهر رمضان يعدل صيام عشرة أشهر. وصيام الستة أيام من شوال يعدل ستين يومًا قدر شهرين. فيكون المجموع اثني عشر شهرًا تمام السنة.

ما حكم أداء فريضة الحج عن ذوي الهمم؟
** لو كانت هناك قدرة لهؤلاء علي أداء الحج علي أكمل وجه فهذا شيء طيب. خاصة أن الإمكانات أصبحت ميسَّرة لمساعدتهم. ولكن إذا لم تكن هناك استطاعة فتجوز النيابة في الحج عن غير المستطيع بشرط عدم الاستطاعة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق