قال العلماء ورد الضأن والماعز في القرآن في قوله تعالي "ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجي مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمي إن كُنْتُمْ صَادِقِينَ". "الأنعام - 143"..
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أحسنوا إلي الماعز وامسحوا عنها الرغام. فإنها من دواب الجنة". وما من نبي إلا وقد رعي الغنم. وورد أن الشاة في البيت بركة. والشاتان بركتان. والثلاث شياهي ثلاث بركات.
وورد استوصوا بالمعزي خيراً. فإنها مال رقيق وهو في الجنة. وأحب المال إلي الله الضأن.. وعن أم هانئ رضي الله عنها. قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "اتَّخِذُوا الْغَنَمَ فَإِنَّ فِيهَا بَرَكَةً".
ذكر القرآن الضأن نوعاً. والمعز نوعاً آخر. هذا التقسيم يتوافق تماماً مع التقسيم العلمي للمعز والضأن في العلم الحديث. فكل منهما نوع مختلف عن الآخر. وهذا من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم. ولم يرد ذكر "المعز" في القرآن إلا في هذا الموضع في معرض ذكر ما أنعم الله به علي الإنسان.. والإنكار علي أهل الجاهلية من المشركين. الذين كانوا يحرِّمون بعض أصناف هذه الأنعام الأربعة علي أنفسهم.
ويحرمون بعضها علي نسائهم دون رجالهم. وينسبون ما يدعونه من تحريم وتحليلي إلي الله تعالي. فأظهر الله الحق ووبخهم.
والمعْزُ والمِعْزَي هي ذَوَاتُ الشَّعْرِ مِنَ الْغَنَمِ. وواحده ماعز. وتجمع ماعز علي: مَعِيز. وجَمْعُ المَاعِزَةِ: مَوَاعِزُ.
ومن بركة الماعز أنها تلد مرة كل "6-8" شهور. وتلد 1 أو 2 أو 3 أو أكثر. والأنثي من أولاد الماعز والغنم من حين الولادة إلي قريب الحول. يقال لها "العناق". عن جابر رضي الله عنه. أن النبي صلي الله عليه وسلم أطعم يوم الخندق ألف رجل من صاع من شعير وعناق. وقد ذكر بعض المفسرين في قوله تعالي: "وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجي" أنها نزلت من الجنة.
وحليب الماعز ومنتجاته. من أكثر المواد الغذائية استهلاكاً في العالم. ويمتاز بقلة الدهون. وسهولة الهضم. مع ارتفاع القيمة الغذائية.
ويُستفاد من شعر الماعز في إنتاج الألياف الناعمة التي تصنع منها المنسوجات والملابس الفاخرة التي تلائم الأجواء الباردة. كما يستعمل في فتل الحبال لصناعة الخيام والسجاد عند البدو الذين يسكنون الصحراء.. ويُستفاد من جلودها في الصناعات الجلدية المختلفة. وقديماً كان جلد الماعز يستخدم كأوعية ينقل بها الماء إلي البيوت. تسمي "القربة". و"السقاء". ويحفظ فيها ماء الشرب والسمن ونحو ذلك من السوائل. وما زالت تستخدم "القربة" في القري لخض الحليب. واستخراج اللبن الرائب والسمن منه.
ويعد الماعز حيواناً اقتصادياً من الدرجة الأولي. فتربيته لا تتطلب الكثير من التكاليف. سواء بالنسبة إلي التغذية أو المسكن. وهو حيوان قوي يقاوم الأمراض. وتعيش الماعز عادة من 10 - 12 سنة. وقد تصل إلي 15 سنة.
اترك تعليق