هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خبير نفسي يقدم روشتة لتجاوز صدمات العلاقات الفاشلة والمؤذية
ا.د تامر شوقي - أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس
ا.د تامر شوقي - أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس

الحب .. قد يكون كلمة السر في أي حياة سعيدة ، لكنه أيضا قد يصبح سببا للتعاسة ربما الأبدية، فاذا أحببت شخصا يستحق وكان حبا متبادلاً ، كانت العلاقة سوية وسعيدة، أما اذا أحببت من لا يستحق وتعرضت لخيانته وغدره فمما لاشك فيه ستصبح كلمة الحب بالنسبة لك مرادفا للألم، والحب هنا لا يعني فقط علاقة ارتباط عاطفي بين رجل وامرأة وانما أية علاقات اجتماعية وانسانية أخرى.


وفي حالة انتهاء علاقة بدأت بالحب وانتهب بالفشل وربما لازمها الأذى المادي أو المعنوي، يتعرض الشخص الى صدمة ربما أثرت على حياته وعلاقاته الأخرى فيما بعد .. فكيف يمكن تجاوز صدمات العلاقات الفاشلة والمؤذية ؟

قال الأستاذ الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس لـ"الجمهورية اونلاين":يتعرض الكثير من الأفراد في مختلف المراحل العمرية سواء الطفولة أو الشباب أو  الرشد أو حتى الشيخوخة في كثير من الاحيان الى صدمات   من الأخرين الذين تربطهم علاقات وثيقة بهم( سواء كانت تلك العلاقات تأخذ شكل علاقات الصداقة، أو العلاقات العاطفية، أو العلاقات الزوجية وغيرها) ، والتى يتحول فيها الطرف الأخر ( المؤذى أو الجانى) من مصدر للأمان والأمن النفسي الى مصدر للقلق والتوتر والغدر، ومن مصدر للسعادة والراحة إلى مصدر للألم، والتعاسة، والكأبة، ومن مصدر لجلب المتع النفسية  إلى مصدر لاثارة  المشكلات والأضرار والأذى،

وأضاف:  وتولد مثل تلك الصدمات  ما يسمى بضغوط العلاقات الاجتماعية، والتى يكون لها تأثيرات سلبية متنوعة على  الفرد المصدوم (أو الضحية، أو المجنى عليه) ما بين تأثيرات نفسية ( مثل القلق، والتوتر، وانعدام الثقة في الأخرين بل وفي النفس، والاحساس بالعزلة الاجتماعية والانطواء)، أو عقلية معرفية ( مثل تشتت الانتباه، وقلة التركيز)، أو فسيولوجية ( مثل ازدياد معدل نبضات القلب، ارتفاع ضغط الدم) ، وقد يصل الأمر في النهاية الى اصابة الفرد ببعض الأمراض الجسمية الخطيرة، مثل أمراض القلب، والسكر، والضغط وهى ما تُعرف بالأمراض النفس جسمية (اى الأمراض الجسمية ذات المنشأ النفسي).

وأكد الأستاذ الدكتور تامر شوقي انه مما لا شك فيه أن التأثيرات السلبية الناتجة عن صدمات العلاقات الفاشلة أو المؤذية تتباين في ضوء بعض العوامل مثل:

• المرحلة العمرية للشخص المصدوم، تزداد هذه التأثيرات السلبية في مرحلتى الشباب والرشد بوجه خاص ( في ضوء أن  خلال تلك المرحلتين تكون العلاقات بالاخرين قد توثقت من خلال مرور العديد من السنوات عليها)، بينما يكون تاريخ العلاقات بين الاطفال قصيرا نسبيا.
•التاريخ الايجابي للعلاقات مع الاخر، كلما كان هذا التاريخ ايجابيا ومليئا بخبرات الود والالفة والدعم كانت صدمة  فشل العلاقة أكبر
•مدى التضحيات  التى يقدمها الشخص المصدوم إلى الشريك ، كلما قدم الشخص المصدوم للشريك  تضحيات وتنازلات أكبر كلما كانت التأثيرات السلبية  بصدمة الفشل او الأذى أكبر وأعمق .
•السمات الشخصية للفرد المصدوم، كلما اتصفت شخصيته بالحساسية المفرطة، والوفاء، والامتنان للاخر كانت التأثيرات السلبية للفشل أكبر.

وأضاف الأستاذ الدكتور تامر شوقي:  وعلى الرغم من وجود تأثيرات سلبية لصدمات فشل العلاقات مع الاخر، الا أنه قد يحدث العكس للشخص المصدوم، وقد تصبح شخصيته أكثر صلابة، وصمودا، وقوة، وفعالية بعد حدوث الانفصال، وهو ما يُسمى في علم النفس بالصمود النفسي، ويتحقق هذ الصمود من خلال اتباع الفرد المصدوم بعض الطرق الايجابية للتغلب على صدمات العلاقات الفاشلة أو المؤذية ،ومنها:
•اللجوء الى الله والتقرب اليه حتى يتجاوز تلك الأزمة.
•التنفيس الانفعالي والتعبير عن انفعالاته السلبية وعدم كبتها حتى لا يصاب بأى مرض جسمى.
•استشارة بعض ذوى الخبرة في كيفية التصرف في مثل تلك المواقف بما يحافظ على كيانه وتماسكه النفسي.
•البدء في تغيير النظرة الى خبرة  الصدمة  من كونها فشلا له، الى اعتباراه تحديا يسعى الى التغلب عليه.
•الانغماس في الاعمال الايجابية والنظر اليها باعتبارها الطريقة الوحيدة لتجاوز المشكلة .
•وضع أهداف شخصية في مجالات العمل والحياة وسعيه الى تحقيقها بما يحقق له النجاح والتميز.
•عدم الاستغراق في التفكير في كيفية الانتقام من الاخر المؤذى ، والوعى بأن الطريقة الاهم في الانتقام هى نجاحه وتفوقه وتميزه .
•التجاهل والتناسي لما فعله الأخر المؤذى.
•النظرة الايجابية لما حدث باعتباره درسا يتعلم منه، واختبارا من الله له، وليس نوع من العقاب الالهى.
•التسامح مع الاخر، وهو أعلى مراتب التصالح مع النفس





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق