"انا .. لا أعرف من انا.. ولن تتذكر ذاكرتي التي لم تنمو بعد لتحتفظ بالأشياء والأشخاص وحتى الأصوات' لا هوية امي ولا اخر من كان معي قبل ان يتحول قلبه الى " حجر صوان" ويتركني في عربة قطار لا اعرف رقمه او وجهته ،ولن اتذكر حتي صوت صفير القطار في تلك الرحلة التي كانت بدايتها " رصيف محطه" واخرها قسم شرطة و" دار رعاية" .. لن اعلم شيئا من قصتي الا " الفتات" الذي سيدون في ورق رسمي لاتحول من " لقيط" الى "يتيم" ربما يحيا والديه" .
حكايات اولها " رصيف محطة" .. واخرها " دورالرعاية"!
"رضع" يولدون ليخوضوا رحلات طويلة في دقائقهم الاولي .. تبدأ بمحطات معلومه ثم الى مصير مجهول!!
وقائع اخرها" رضيعة الزقازيق" .. وخط " البحيرة" الأشهر و "الكاميرات" هي الحل
"كرتونه"او "لفافة او " حقيبه" طرق اخفائهم ..و " الحبل السري" يجمع قصصهم
قصص من هنا وهناك تحمل فصولها قضبان السكك الحديدية لتغير هوية ومسرح جريمة او مكان وقائع اخرى دارت فصولها على البر ليقرر اصحابها ممن قست قلوبهم اختيار الحل الأسهل والأسرع بالتخلي عن " رضع" في ايامهم الأولى
تحقيق طويل بدأناه من " محاضر شرطة" السكة الحديد حيث منتصف القصص الذي تتحول بعدها مجرى الأحداث والمصائر فقبلها كان " الرضع" مع ذويهم هم ابطال لاحول لهم ولاقوة في قصص اخرى في اماكن اخرى قبل ان يضحو ابطالا وحيدين لقصصهم الجديدة التي سيحيونها في " دار الرعاية"
جلس "عم مصطفى " هكذا سنطلق عليه بعدما ركب من المحطة الفرعية التابع لها مركزه بعد مرور القطار على أكثر من قرية ومركز ، كان حظه الجلوس بجوار مقعد مجاور لشباك نصفه مفتوح بالكاد وهو الذي يحب أن يرى الطريق يطوى بسرعات القطار المتفاوتة ليشرد في المسافات في كل مايدور في حياته من مشكلات و مواضيع او ربما امسك بهاتفه لينجز مكالماته
لم يكن يعلم " عم مصطفى" أنه على موعد مع حدث كبير بالنسبة بعد ان لاحظ وجود " لفافة" متوسطة الحجم أسفل مقعد العربة الرابعة حيث يجلس .. اقترب منها ليفاجأ ان صوتا يصدر منها ليتحسسها فيشعر بحركة فيها الا ان بكاء الرضيع حسم الأمر ، تلفت يمينًا ويسارًا على أمل أن يلمح صاحب أو صاحبة "اللفافه" فلم تجد أحدا فمد يده مع ارتفاع صوت البكاء ليتفحصها أمام الركاب ويفاجأ ان بداخلها "طفلة" حديثة الولادة هكذا ظهر من "فستانها "فصرخ ينادي على أمن القطار الذي حضر ليفحص الواقعة!
" لقيطة الزقازيق" ليست الاولى التي يختار ذويها المجهولون القطار ليكون مسرحا لجريمتهم النكراء والا انسانية بالتخلي عن " قطعة لحم حمراء" مثلما يقول الشعبيون لا تتعدي عمرها الايام ومن المؤكد انها لن تكون الحادثة الأخيره طالما لم يجد المجرمون من يكتشفهم ويقدمهم للعداله فمن الصعب ايجاد راكب ترك رضيعا وسط كل هذا العدد من الركاب بسهولة.
الخط الأشهر الذي بات لغزًا هو " خط دمنهور" فكل عدة اشهر تقريبًا وبذات الطريقة مع اختلاف الوسيلة إما بوضع الطفل أسفل الكرسي أو داخل "كرتونة" أو داخل"حقيبة" يتم إيجاد اللقيط.
تتشابه ققصهم جميعهم رضع حديثي الولادة وأغلبهم من الإناث لا أحد يعلم حكايتهم سوى أنهم ولدوا ليكتب لهم أن يخوضوا رحلة طويلة في قطار قبل أن يكتشف وجودهم راكب أو راكبة وفرد الأمن ليشرع في تسليمهم واتخاذ اللازم ليسلموا إلى دور رعاية ومنها إلى الأسر التي تنتظر الكفالة.
آخر واقعه قبل رضيعة الزقازيق من متابعتنا الدقيقه للوقائع كانت "طفلة الكرتونة" في خط قطار " البحيرة" و التي لم تكن الطفلة الأولي فسبقها عدد آخر فصول قصصهم تبدأ على البر .. على الرصيف المحطات وتنتهي في عربات القطار حيث يركب ذويهم بصحبتهم ويتركوهم خلفهم بمصير مجهول
ينزلون في المحطة التالية وفي الزحام حتى لا يلاحظهم أحد فلايعرف اي شخص من ترك أو من تخلص من طفله ورحل بدم بارد ليجده آخرون في المحطات التالية.
وكان أحد المواطنين قد عثر على طفلة حديثة الولادة؛ وذلك داخل إحدى عربات القطار في محطة قطارات الزقازيق بمحافظة الشرقية.
كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، تلقت إخطارا يفيد بورود بلاغ لمباحث السكة الحديد بعثور أحد المواطنين على طفلة رضيعة أسفل الكرسي الأمامي في العربة الرابعة من عربات القطار بمحطة الزقازيق.
وتبين من التحريات الأولية أن الطفلة المعثور عليها لا تزل بالحبل السري، وكانت ملفوفة بكوفرتة، فيما تحرر عن ذلك المحضر رقم 2594 إداري قسم شرطة اول الزقازيق لسنة 2023، وبالعرض على النيابة العامة، قررت نقلها إلى حضانة مستشفى الأحرار التعليمي لفحصها، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لها، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها وكيفية حدوثها.
اترك تعليق