رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
رمضان..وادعاء أن الصيام يسبب الكسل ويعوق عن العمل
قال الدكتور عطية لاشين_أستاذ الفقه بجامعة الأزهر_أن الادعاء بأن الصيام يفضي بالصائم إلى الكسل ،وإعاقته عن العمل ،ويدفع به إلى التقاعد عن أداء الواجبات كل ذلك ادعاءات لاتتفق ومنهج الإسلام بصفة عامة ،وروح الصوم بصفة خاصة.
لفت د.لاشين إلى أن منهج الإسلام يقوم على رفض الكسل والعجز عن المسلم في كل شؤونه وأحواله وفى كل ظروفه وملابساته، ولقد كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ صباحا ومساءا من العجز والكسل فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعود بك من العجز والكسل) أخرجه أبو داود في سننه.
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم بايع أصحابه على السمع والطاعة في جميع أحوالهم أي سواء كانوا نشيطين ،أولم يكونوا كذلك،فعن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ،في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا ) رواه الإمام مسلم .
تابع:هذا عن منهج الإسلام في محاربته للعجز والكسل،وأما عن مدرسة الصيام في محاربتها لذلك فنقول:إن العجز والكسل يتعارضان وروح الصيام،لأن الشأن في الصوم أنه يقوي الإرادة ،ويشحذ العزيمة ، ويعد الإنسان للصبر والاحتمال ويربي فيه ذلك ومن ثم كان الصيام حافزا على القوة،دافعا إلى الجهاد والعمل ،باعثا على الكفاح ومواجهة الصعاب والعقبات
وقد فهم ذلك السلف الصالح رضوان الله عنهم فقد سطر لهم التاريخ بأحرف من نور صفحات مشرقة وقعت في شهر رمضان، وأحداثا عظاما كانت فاصلة بين الكفر والإيمان والنور والظلام كغزوة بدر ،وفتح مكة ،ومعركة عين جالوت،وموقعة العاشر من رمضان.
ومما يبرهن به على أن الصيام توأم الأعمال الشاقة ويدفع إلي ممارستها أنه فرض في العام الذي فرض فيه القتال لرد العدوان ،ودفع الأذى عن أمة الإسلام،فقد رأينا أن شهر الصيام فيه تمت أصعب الأعمال وأحمزها من قبل المسلمين الأوائل العظام فكيف يسوغ للبعض من أبناء هذا الزمان أن يجعلوا شهر الصيام شهر استرخاء ونوم وعجز وكسل، وتعطيل للأعمال وتقصيرفي واجبات الحياة اليومية؟.
شدد أشتاذ الفقه على أن شهر رمضان ينبغي أن يكون شهر استعلاء على ضرورات الجسد كلها واحتمال ضغطها وثقلها إيثارا لما عند الله.
اترك تعليق