أكد الدكتور علي جمعة_المفتي الأسبق_إنه ينبغي علينا التسليم والرضا، والقيام بما أقامنا الله فيه، مضيفا: كثيرٌ من الناس يشكو حاله إذا كان مصليًا، ولكنه لا يصوم كثيرًا يريد أن يكون من الصائمين، إذا كان يصوم كثيرًا يريد أن يكون القائمين.
أضاف فضيلته عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك"إذا كان قد أقامه الله سبحانه وتعالى في خدمة الناس في مجال الطب يريد أن يخدمهم في مجال الفقه والشريعة، إذا أقامه الله سبحانه وتعالى في عمارة الدنيا، وفي عملٍ من أعمال الهندسة فإنه يتبرم من ذلك، ويريد أن في يساهم في عملٍ من أعمال الزراعة، كثير من الناس يشكو مقامه الذي أقامه الله فيه، ويسأل الله سبحانه وتعالى إما أن يضم إليه عملًا آخر، وإما أن ينتقل من هذا العمل الذي هو فيه إلى عملٍ آخر، سواءٌ أكان هذا العمل دينيًا أو دنيويًا".
أشار د.جمعة إلى أننا أمام صنفين من الناس :
الصنف الأول : هو صنف أقامه الله في سنةٍ متبعة، أو في فريضةٍ عادلة، أو في حالةٍ طيبة، يعني عمله حلال، ومقامه حلال، وعبادته شرعية، فهذا القسم هو الذي نتكلم عنه الآن، لا نريده أن يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يغير حالة، ونقول له إن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يستعملك فيما أنت تطلبه وتتشوف إليه لاستعملك من غير طلب، ولكن التفت إلى مقام الله لك، التفت إلى ما أنت فيه، أتقن عملك، وأتقن ما تقوم به سواء من الأعمال الدنيوية أو الأعمال الدينية.
الصنف الثاني: هو صنفٌ قام في معصية، أو قام في عملٍ هو لا يطمئن إليه، ولذلك هذا الذي يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يَمِنَ عليه بالانتقال من معصية إلى الطاعة، بالانتقال من القصور والتقصير إلى حالة التمام والكمال، نعم هذا الذي يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يرحمه، وأن يكرمه، وأن ينقله من هذا الحال إلى حالٍ أحسن.
وشدد على أن الذي أقامه الله سبحانه وتعالى في مسألةٍ دينية أو دنيوية فعليه أن يتقنها، وألا يتبرم منها، وصف الشاعر لهذه الحالة يقول:كل من في الكون يشكو حظه * ليت شعري هذه الدنيا لمن
موضحا: فنرى الطبيب متبرمًا، ونرى المعلم متبرمًا، ونرى رجل الأعمال متبرمًا، وكل من في الكون يشكو حظه .
شدد المفتي السابق على أننا يجب علينا أن ننتبه إلى قضية الرضا، وقضية التسليم، وقضية فهم مراد الله، وقضية الوعي الذي يسبق السعي، ودائمًا لابد أن يسبق الوعُي السعي؛ لأن السعي لابد أن يبنى على وعيٍ صحيح، حتى يكون سعيًا مقبولًا ومشكورًا.
اترك تعليق