السير في الدنيا يحتاج إلى الخوف والترقُّب، وعدم الارتكان إليها مهما امتلك فيها الإنسان من موازيين القوة وسبل الأمان والرغد، فهي لم تكن يومًا ملاذًا آمنًا، فسنّة الله تعالى فيها التغيير، والأخذ على غفلة إذا لم يتحسّس الإنسان خطواته في رحلته فيها إلى الآخرة، قال تعالى:
﴿فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النحل: 26].
والتعلّق بالله وطلب الدعم المادي والمعنوي بالدعاء من سنن الأنبياء، وقد حثّ عليه المولى عز وجل، ولنا في موسى عليه السلام المثل في ذلك، حينما خرج خائفًا يترقّب من مصر، يخشى القوم الظالمين، فاستعان به سبحانه قائلًا:
﴿قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾.
فطلب أسهل وأقرب الطرق الموصلة إلى مقصده في الهداية في دينه ودنياه برفق، مفتقرًا إليه سبحانه. وهذا الدعاء قد تأكّد نفعه بقول القرآن في جلب النفع ودفع الضرر.
اللهم احفظ علينا النِّعَم، وادفع عنّا النِّقَم، وارزقنا حلو الحياة، وخير العطاء، وسعة الرزق، وراحة البال، ولباس العافية، وحسن الخاتمة.
اللهم أذقنا حلاوة الجبر بعد الصبر، وأطعمنا من ثمار الجنة، واسقنا من حوض النبي ﷺ، وارزقنا فرحة وسعادة تجدد الحياة في قلوبنا.
اترك تعليق