بحيرة ناصر تعد أكبر بحيرة صناعية في العالم.. حيث تصل مساحتها إلي حوالي 500 كيلو متر مربع ونستطيع الاستفادة من هذه البحيرة العظيمة في توفير احتياجاتنا من الأسماك لتحقيق حلم الاكتفاد الذاتي بل وزيادة كميات كبيرة منها للخارج.
الخبراء: لا نستفيد منها رغم عوائدها الاقتصادية الكبيرة
اصطيادها يحقق لنا مئات الملايين من الدولارات..
ويضاعف انتاجنا من الأسماك
ولكننا للأسف لم نستطع طوال السنوات الماضية تحقيق هذا الحلم والسبب في ذلك يرجع إلي هيئة الثروة السمكية ومعهد ابحاث الأسماك وغيرها من الجهات الحكومية المعنية بذلك وقد كشف الخبراء عن وجود آلاف من التماسيح بالبحيرة الكبري تقوم بالتغذي على الأسماك بينما نقوم باستيراد جزء ليس بقليل من احتياجاتنا من الأسماك من الخارج!!.
كما كشفوا عن ان اصطياد هذه التماسيح سيحقق لنا مئات الملايين من الدولارات كل عام كما سيضاعف انتاجنا من الاسماك ويحقق لنا الاكتفاء الذاتي ثم التصدير.
أشار الخبراء ان جلد التمساح وصل سعره إلي 500 دولار وفي حالة تصنيع هذا الجلد فإن سعره يرتفع إلي حوالي 3 آلاف دولار!!.
طالبوا بضرورة انشاء مزرعة التماسيح لحماية التماسيح الصغيرة من المخاطر التي كانت تتعرض لها في البحيرة وتزيد من اعداد التماسيح التي تكبر وتصل لسن التكاثر مؤكدين علي ان القيمة الاقتصادية للتماسيح كبيرة جداً.
30 ألف تمساح
يقول المهندس عمرو عبدالهادي رئيس وحدة إدارة التماسيح بأسوان سابقاً : أن التماسيح تأتي في قمة السلسلة الغذائية ولها دور كبير في تحقيق التوازن بين الاسماك الاقتصادية في بحيرة ناصر مثل البلطي والساموس وبين الاسماك الاخري غير الاقتصادية مثل القراميط والفهقة والتي تسمي "حمار البحر" ولا تؤكل نهائيا حيث تلتهم التماسيح هذه الانواع غير الاقتصادية ولا تجعلها تزيد في العدد بالبحيرة.
أضاف: ان اعداد التماسيح في بحيرة ناصر وفقا للدراسة الاخيرة التي قامت بها الوحدة في الفترة من 2008 الي 2009 تتراوح ما بين 6 الاف الي 30 الف تمساح ولا تمثل الاحجام الكبيرة منها سوي 15% فقط من هذه الاعداد.
واوضح ان رحلات الرصد التي قامت ادارة المحميات الطبيعية بتنظيمها خلال السنوات الماضية لرصد اعداد التماسيح في بعض المناطق بالبحيرة تشير الي ان اعداد التماسيح لا تزيد بل تقل في بعض المناطق ولا صحة لما ينشر في بعض وسائل الاعلام عن توحش التماسيح وتزايد اعدادها في السنوات الماضية.
أشار عمرو عبدالهادي، إلي ان طريقة رصد التماسيح تجري في الليل باستخدام الكشافات.. حيث نقوم بتسليط الضوء على المياه وفي حالة وجود تمساح في المياه ينعكس الضوء من عيني التمساح بشكل واضح كما يحدث مع عيني القط وتستمر عمليات المسح لمدة اسبوع تقريبا في منطقة معينة من البحيرة وبعد ذلك نقوم بتحليل البيانات المتاحة وفقا لطريقة عملية معينة.
مشيرا الي أن التمساح يضع حوالي 40 بيضة في المتوسط ولكن لا يصل منهم سوي تمساح واحد فقط لسن التزاوج في اغلب الاحيان لذلك فاننا نحتاج الي انشاء مزرعة التماسيح سوف تحمي التماسيح الصغيرة من المخاطر التي كانت تتعرض لها في البحيرة وتزيد من اعداد التماسيح التي تكبر وتصل لسن التكاثر.
أوضح ان مزرعة التماسيح يمكن ان يقام عليها العديد من الانشطة الاقتصادية الاخري ولاتقتصر على التربية فقط ولكن يمكن ان يكون هناك جزء للعرض امام السائحين او الزائرين على سبيل المثال.
القيمة الاقتصادية للتماسيح
وقال عبد الهادي ان القيمة الاقتصادية للتماسيح كبيرة جدا.. حيث يباع جلد التمساح الذي يبلغ طوله 1.5 مترا بميلغ يتراوح ما بين 400 الي 500 دولار حسب جودة الجلد، وفي حالة تصنيع هذا الجلد يرتفع سعرة الي حوالي 3 الاف دولار تقريبا، كما ان لحوم التماسيح تباع بما يتراوح من 5 الي 7 دولار للكيلوجرام الواحد، كما يدخل دهن التمساح في صناعات مختلفة علاوة على ان اطراف واسنان التمساح تدخل في صناعة الانتيكات والميداليات التذكارية.
انخفاض الانتاج السمكي
يقول المهندس محمود حسيب مدير عام المحميات الطبيعية بمنطقة جنوب الصعيد سابقا: ان التمساح النيلي هو اهم الكائنات التي تعيش في بحيرة ناصر لدرجة ان قدماء المصريين عبدوا هذا التمساح وكانوا يطلقون عليه اسم الاله "سوبك" وكانوا يعتبرونه مصدرا للقوة لذلك صنعوا له بحيرات في معابدهم ورسموا صوره على الجدران وكانت له قدسية كبيرة لديهم.
واضاف ان البعض كانوا يتهمون التماسيح بانها السبب الرئيسي وراء انخفاض الانتاج السمكي في بحيرة ناصر وانها تلتهم كميات كبيرة منهاپ على خلاف الحقيقة.. حيث ثبت على ارض الواقع ان الانتاج السمكي ببحيرة ناصر في تزايد خلال السنوات الماضية، وذلك على الرغم من حظر صيد التماسيح خلال تلك السنوات لأن التماسيح لاتتغذي على الاسماك فقط بل تتغذي ايضا على الحيوانات النافقة سواءا الطافية على سطح الماء او المتواجدة على الشاطيء.
موضحا انه بفحص الجهاز الهضمي للتماسيح تبين وجود كميات من الحصي والزلط لتسهيل عملية هضم الغذاء وطحنه علاوة على ان التماسيح لديها قدرة على الامتناع عن الطعام لمدة تصل الي اسبوعين .
واشار الى ان ادارة المحميات الطبيعية باسوان فى السنوات الماضية قامت باجراء العديد من الدراسات العلمية لتقدير القدرة الاستيعابية للبحيرة من التماسيح وتحديد الاعداد التقريبية لها فى بحيرة ناصر، وتمت الاستعانة بالخبرة الاجنبية فى هذا المجال، وتبين من هذه الدراسة ان الاعداد التقريبية الموجودة من التامسيح تتناسب مع القدرة الاستيعابية لبحيرة ناصر.
اترك تعليق