أشارت الدكتور نادية عمارة_ المتخصص في الدراسات الإسلامية _إلى أن الله تعالى قد عظَّم الأشهر الحرم وبيَّن فضلها في قوله تعالى في سورة التوبة: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}.
لفتت د.عمارة إلى أن الأشهر الحرم بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث "الصحيحين" في خطبة الوداع وذكر أنها: ثلاثة متتالية؛ ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وواحد فرد: وهو رجب الذى بين جمادى الآخرة وشعبان.
وأكدت إن من تعظيم هذا الأشهر الحرم: كثرة التقرب إلى الله تعالى بالعبادات الصالحة؛ من صلاة، وصيام، وصدقة، وذكر، وغير ذلك؛ لأن الأشهر الحرم أزمان شريفة، يزيد ثواب العمل الصالح فيها، كما أن الإثم أعظم على إحداث الذنب خلالها.
بيّنت د.عمارة أن الحكمة من تحريم هذه الأشهر الحرم تتمثل في أنها العرب كانت تُعظّمها قديما؛ وكان هذا التحريم لأجل زيارة البيت الحرام للحجّ والعمرة، فحُرّم شهر قبل شهر الحجّ وهو ذو القعدة؛ لأنّهم يقعدون فيه عن القتال.
وحرّم شهر ذي الحجّة لأنّهم يوقعون فيه الحجّ، ويشتغلون فيه بأداء المناسك،وحرّم بعده شهر آخر وهو المحرّم، ليرجعوا فيه إلى أقصى بلادهم آمنين،وحرّم رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والاعتمار به لمن يأتي إليه من أقصى جزيرة العرب، فيزوره ثمّ يعود إلى وطنه آمنًا.
جاء هذا في سياق حلقة خاصة من برنامج قلةب عامرة بمناسبة موسم الحج.
اترك تعليق