لفت الدكتور مجدى عاشور_مستشار المفتي_إلى نص الحديث الشريف و هو ؛ عن أبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ، وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ"(متفق عليه).
بيّن د.عاشور أنه من الواضح أن الأمرَ بالقتال في الحديث السابق ، لم يرِد بصيغة (أُمِرْتُم) أو (أُمِرْنا) أو (آمُرُكم) ، بل جاء بصيغة «أُمِرْتُ» ؛ مما يدل على أن الأمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم جاء على جهة الخصوص ، دون غيره من أمته وبصفته إمام المسلمين وحاكمهم ؛ لعدم قيام الدَّليل والقرينة على غير ذلك.
وتابع:تقرر في الشرع الحنيف أنه لا يجوز لأحدٍ الجهاد إلا تحت راية ولي أمر الوقت الحاضر (رئيس الدولة) ، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾ [النساء : 59] .
وكذلك كلمة :"النَّاس"؛ إنما هي من قبيل العامّ الذي أُريد به الخاص ، حيث بينت السنة ذاتها المقصود بالناس في هذا الحديث ، وأنهم المشركون المحاربون المعتدون دون غيرهم ، لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَإِذَا شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا ، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا ، وَأَكَلُوا ذَبَائِحَنَا ، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ ، إِلَّا بِحَقِّهَا»(سنن النسائي) .
اترك تعليق